نبذة عن كتاب نكت الانتصار لنقل القرآن
يعد كتاب الانتصار لنقل القرآن من الكتب الهامة في علوم القرآن وخاصة فيما يتصل بالمصاحف، والقراءات، ولغات القرن، وما يتصل بنزوله وترتيب سوره وآياته، وأسلوبه، وادعاءات الفرق فيه.
وهو وإن كان يدور حول نقل القرآن وتدوينه في المصحف العثماني الإمام وتواتره وصحته بصورته التي وصلت إلينا في ذلك المصحف، إلا أن الأسلوب الجدلي والحجاج يغلبان عليه لانطباع مؤلفه على ذلك.
ويبدأ الكتاب يبحث تسمية القرآن، والسورة، والآية، ثم عن نقل القرآن ونظمه في مصحف وقيام الحجة به.ويؤكد أن “جميع القرآن الذي أنزله الله تعالى وأمر باثباته، ولم ينسخه ولا رفع تلاوته هو الذي بين اللوحين، الذي حواه مصحف عثمان رضي الله عنه، لم ينقص منه شئ ولا زيد فيه شئ نقله الخلف عن السلف، وهو معجزة الرسول عليه السلام دال على نبوته”.
ويفصل القول بعد ذلك في الأبواب التالية فيما أدعى من الزيادة أو النقصان من الآيات والسور كالقول في بسم الله الرحمن الرحيم، وهل هي آية في كل سورة أم في سورة الفاتحة أو الكتاب وحدها، وفي سورة النمل.
ويعرض الآراء التي كانت شائعة في عصره على لسان بعض الشيعة والرافضة وجماعة من المعترضين، ويجره الرد عليهم إلى البحث في الناسخ والمنسوخ وترتيب السور نفسها في المصحف.
ويجره هذا البحث في القراءات وأصل قول النبي “صلى الله عليه وسلم” “أنزل القرآن على سبعة أحرف”. وما معنى هذا القول؟ وينتهى إلى أن القول لا يعنى أن كل آية وكل سورة يمكن أن تقرأ بسبعة وجوه فهذا محال، إنما المراد أنه توجد لبعض الكلمات قراءات مختلفة وكلها صحيح.
ويعرض كذلك من مشكلات الكتابة أو الرسم ما أدعى فيه باللحن أو الخطأ فهو راجع في مواضع كثيرة إلى خطأ النساخ أو التجائهم أحياناً إلى الاختصار بحذف بعض الحروف، أو عدم استطاعتهم ضبط الحرف مع القراءة لعدم وجود الشكل فليجأون إلى حروف المد كالواو أو الألف أو الياء. على أن بعض هذه المشكلات النحوية يمكن تخريج وجه لها من قواعد النحو واللغة.
وأما ما يدعى فيه من التضاد والإحالة في المعانى فقد تصدى جماعة قبله له من أمثال ابن قتيبة في “مشكل القرآن”. وقد عرض الباقلاني لكثير منما ذكر ابن قتيبة وبين وجوه الاعتراض، وبعد الانتهاء من هذه الأصول يعرض لمسائل فرعية متصلة بالموضوع كحديث الغرانيق ولغة القرآن.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.