نبذة عن كتاب ميخائيل باختين “المبدأ الحواري”
لاشك أن ميخائيل باختين واحد من أعظم المنظرين والمفكرين في عصرنا، فاسمه يتردد بصورة مستمرة في الدراسات التي تتنازل أموراً متعلقة بالنوع الروائي، أو اللسانيات، أو الطبيعة الحوارية للممارسات الإنسانية، أو التمييز بين العلوم الطبيعية والعلوم الإنسانية، أو نظرية الأدب. ورغم مرور مايزيد على خمسة وثلاثين عاماً على رحيله، فإن حضور الفيلسوف والمنظر الأدبي الروسي، الذي مازال عمله النقدي والكتب التي ألفها أو شارك في صياغتها (أو أنه على الأقل كام ملهماً لأطروحاتها) مدار بحث وتساؤل، يزداد في زمن يشحب فيه التركيز على الجوانب الشكلية في الأعمال الأدبية والفنية ويعاد فيه الإعتبار للفاعلية والمشاركة الإنسانية. هكذا تبدو الأفكار الأساسية لباختين (أي تلك التي تتعلق بمفهوم الحوارية، ونفي الثنائية عن العلاقة بين العلامة اللغوية والدلالة، ومفهوم النوع الأدبي الذي يتحول ويتبدل عبر العصور، وصياغته البارعة لمفهوم الأنا والآخر (حيث لاتتعرف الأنا على ذاتها إلا من خلال الآخر)، وكأنها اكتسبت معاني جديدة في ضوء التحولات العميقة التي أصابت جسد النظرية والعلوم الإنسانية في السنوات الأخيرة.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.