نبذة عن كتاب مقدمة لكل ميتافيزيقا مقبلة
غرضنا في هذا الكتاب هو إقناع جميع الذين يؤكدون فائدة الاشتغال بالميتافيزيقا أنه من الضروري حتماً أن يتوقفوا مؤقتاً عن أداء عملهم ويعدوا كامل تم عمله حتى الآن كأن لم يكن, وأن يتساءلوا في بادئ الأمر: هل الميتاقيزيقا ممكنة أو لا؟
إذا كانت الميتافيزيقا علماً, فلم لم تصادف استحساناً دائماً من الجميع مثل سائر العلوم الأخرى؟. وإن لم تكن كذلك, فلم تفاخر بذلك دائماً وتغرى العقل الإنساني بالآمال التي يتعطش إليها دائماً ولا يحققها أبداً؟. إنه يجب علينا أن نتأكد جيداً في هذه المحاولة- سواء كان الغرض منها إثبات جهلنا أو علمنا, من طبيعة هذا العلم المزعوم لأنا لا نستطيع أن نستمر طويلاً على هذه الحال. إذ بينما تتقدم جميع العلوم الأخرى في سيرها دون نوقف, فإنه يكاد يكون من السخرية أن هذا العلم- الذي يريد أن يكون الحكمة بعينها والذي نهتدي بوحيه- يقف جامداً في مكانه لا يتقدم خطوة واحدة. من أجل ذلك قد تفرق عنه أنصاره. ونحن لا نفهم جيداً كيف يقبل أولئك الذين يشعرون بقدرتهم على التفوق في علوم أخرى, أن يخاطروا بمجدهم في هذا العلم حيث يزعم أناس أنهم أصحاب الحكم النهائي فيه وهم جهلة تماماً بكل شيء؛ ذلك لأننا في الحقيقة لا نستخدم موازين ومقاييس موثوقاً بها تساعدنا على التمييز بين حقيقة العمق واللغو السطحي.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.