نبذة عن كتاب معجم إعراب مفردات ألفاظ القرآن الكريم
من هذا الكتاب يستطيع القارئ أن يتبين كيفية نشوء اللغة العربية الفصحى، ونشوء علوم هذه اللغة، وما كان لأهل العلم من فضل في إبراز قواعدها وأصولها، كما ظهر له جلياً ما تشتمل عليه هذه اللغة الكريمة من قدرة على التعبير. ومن هنا تبرز الأهمية في الحفاظ عليها لانها لا تشكل تراثاً وحسب، بل وهي عبارة عن حضارة قائمة بنفسها… ومن أجل ذلك كان لابد من علم النحو، ومعرفة الصرف، وإتقان الإعراب، كي تؤدي اللغة العربية رسالتها في دنيا الأرض.
وعلى الرغم من الجهود الجبارة التي بذلك للقضاء على اللغة العريبة، وما حملت من الدس والتآمر، من أجل غاية بعيدة ومغرضة إلا وهي الدس على القرآن، والإدخال عليه بما يجعله كتاباً مثل غيره من الكتب الدينية والدنيوية، فإن تلك الجهود والمحاولات باءت جميعها – والحمد لله – بالفشل الذريع، لأن القرآن أنزل عربياً، وبقي بالمرصاد مرجعاً أبعد ما يكون عن النيل منه، إذ هو المصدر الأوحد والأساسي الذي يحفظ لغته من الضياع، وقد بات الإنسان المسلم بحاجة ماسة إلى التذكير دائماً بآيات الله البينات، حتى تبقى لديه الملكة السليمة التي تمكنه من أن يتكلم أو يكتب أو يقرأ بلغة صحيحة لا اعوجاج فيها.. من أجل ذلك لجأنا إلى إعراب مفردات ألفاظ القرآن من خلال سياقها في الآيات الواردة فيها، لأن فهم معانيها ومدلولاتها إنما يتوقف على فهم إعرابها، وقد اعتمدنا في هذا الإعراب النمط البسيط، بقدر ما أمكن، حتى يمكن للقارئ الكريم أن يفهم مدلول اللفظة الواحدة، أو الجملة في الآية الواحدة، أو الآية بكاملها، وارتباطها مع ما قد يسبقها، بعيداً عن الشروحات المطولة، والآراء المتعددة وذلك منعاً للإسهاب في الإعراب، الذي لا يحتاجه إلا المتخصصون في مجالاته.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.