نبذة عن كتاب معارج القدس في مدارج معرفة النفس ومعه قانون التأويل
نعرج فى هذا الكتاب من مدارج معرفة النفس إلى معرفة النفس إلى معرفة الحق جل جلاله. ونذكر مخ ما يؤدى إليه البراهين من حال النفس الإنسانية ولباب ما وقف عليه البحث الشافى من أمرها وكونها منزهة عن صفات الأجسام ومعرفة قوامها وجنودها ومعرفة حدوثها وبقائها وسعادتها وشقاوتها بعد المفارقة على وجه يكشف الغطاء ويرفع الحجاب ويدل على الأسرار المخزونة والعلوم المكنونة المضنون بها على غير أهلها.
ثم إذا ختمنا فصول معرفة النفس فحينئذ ننعطف على معرفة الحق جل جلاله. إذ جميع العلوم مقدمات ووسائل لمعرفة الأول الحق جل جلاله. وكل ما يراد لشئ فدون حصول مقصوده يكون ضائعاً. فمن عرف نفسه فقد عرف ربه وعرف صفاته وأفعاله. وعرف مراتب العالم مبدعاته ومكوناته وعرف الملائكة ومراتبهم. وعرف لمة الملك ولمة الشيطان والتوفيق والخذلان. وعرف الرسالة والنبوة وكيفية الوحى وكيفية المعجزات والإخبار عن المغيبات. وعرف الدار الآخرة وسعادتها وشقاوتها وأقسامها ولذة البهجة فيها. وعرف غاية السعادة التى هى لقاء الله تعالى. فمن يسر له هذا السفر لم يزل فى سيرة متنزهاً فى جنة عرضها السماوات والأرض وهو ساكن بالبدن مستقر فى الوطن وهو السفر الذى لا تضيق فيه المناهل والموارد ولا يضر فيه التزاحم والتوارد بل تزيد بكثرة المسافرين غنائمن.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.