نبذة عن كتاب محمد على باشا “عودة الذاكرة المصرية”
يعتبر محمد على باشا بحق مؤسس الدولة المصرية الحديثة, رغم كونه- هو نفسه- غير مصرى المولد, لم يمن محمد على رجلاً عسكرياً مقاتلاً وإن عمل ضابطاً فى الجيش العثمانى, بل كان قائداً سياسياً حكيماص استفاد من خبرته فى الجيش وفى التجارة ليجعل من مصر مشروعاً سياسياً رابحاً. فهو لم يتسرع فى خطواته ولم يلجأ إلى المغامرة أو المجازفة لتحقيق أهدافه, بل كان براجماتياً هادئاً يهدف إلى تحقيق طموحاته الشخصية عن طريق بناء دولة مصرية ناجحة.
فتاريخ مصر الحديث يبدأ منذ تولى محمد على الحكم عام 1805م, بناء على اختيار الشعب المصرى له, تحدياً لقرارات الدولة العثمانية وتقاليدها. وهكذا أصبحت فترة حكم محمد على ياشا بمثابة نقطة تحول جوهرى فى تاريخ مصر, وبداية لبناء الولة المصرية الحديثة. فقد تمكن الباشا من القضاء على طبقة البكوات المماليك التى كانت تسيطر على مقاليد الحكم فى البلاد, وقام بتركيز السلطة السياسية فى يد حكومته فى القاهرة. كما تخلص محمد على تددريجياً من الجنود الباشبوزق (وهم نظامياَ حديثاً من الفلاحين المصريين. ونظراً إلى حاجة محمد على لزعماء الشعب المصرى فى مواجهة المماليك والباشبوزق والباب العالى, صارت المشاركة بين ممثلى الشعب والحاكم نقطة هامة جديدة فى أيام محمد على, صحيح أنه تخلص من نفوذ الزعماء عندما استقر له الأمر وانتصر على اعدائه, لكن هؤلاء الزعماء عادوا فى أيام أحفاده وطالبوا الحكام بالدستور والبرلمان والمشاركة الشعبية فى الحكم.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.