نبذة عن كتاب كوب شاي بالحليب
لا حاجة بي- ولا بغيري- إلى أن أنوه بما تنم عليه هذه الرواية القصيرة من دلائل القدرة الفنية الفائقة، فهي مما يعرفه كل قارئ تابع مسيرة جبريل منذ “تلك اللحظة” (1970) حتى “مواسم للحنين”. (2006) إنه يجمع بين كثافة النسيج الواقي ورهافة الجماليّ الذي يستخدم الرمز والصورة والمجاز بقصد وحساب. وهو من القلائل الذين برأ عملهم من الحشو والتزيد، فكل كلمة فيه (مثل أستاذه يحيى حقي) موظفة توظيفاً دقيقاً، تقع في موقعها الصحيح لا تقبل تقديماً ولا تأخيراً، ولا إضافة ولا حذفاً، لأنها ثمرة اختيار صارم وتأمل متدبر وحس مرهف وتوازن يكاد يكون كلاسيكياً في صفائه ونقاوته. من العار- وما أكثر ما يدعو للخجل في حياتنا الثقافية- أن تغيب عن كاتب بهذه القامة جائزة الدولة التقديرية في الأدب.
ماهر شفيق فريد
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.