نبذة عن كتاب قراءة وضوابط في فهم الحديث النبوي
الحديث النبوي الشريف أو ألسنة الشريفة. يشمل كل ما ثبت عن النبي المصطفى من قول أو فعل أو تقرير. فليست السنة أو الحديث مقصورة على السنة الفعلية، وإنما تشمل أيضاً ألسنة القولية: وهي الأحاديث التي قالها الرسول صلى الله عليه وسلم في مختلف الأغراض والمناسبات وتشمل كذلك السنة التقريرية. هذه السنة أو الحديث ما يزال بعض أهل الأهواء والشبهات، والفرق الشاذة، يحاول النفاذ منها لتفريغ الإسلام من محتواه، لأنها الترجمة الفعلية والقولية للإسلام والوحي الإلهي، ولأنها الصورة الصادقة والمرآة الصافية لجهاد النبي صلى الله عليه وسلم وتضحياته في سبيل نشر دعوة الله والقرآن الكريم في الأرض. ومنافذ الطعن في الحديث النبوي متعددة: إما أن تكون مناصره لمذهب معين أو فرقة محددة، وإما جهلاً بالواقع، وإما افتئاتاً على أكثرية المسلمين، وإما في عصرنا لتمرير الزيف والضلال، تحت ستار ما يسمى بالقراءة المعاصرة، تنفيذاً لأغراض خبيثة، ومكراً وتدبيراً لخطة معينة، وترويجاً لأفكار استشراقية مسموحة، أو تنصلاً من أحكام الشريعة السائدة والثابتة كالقلعة الحصينة التي لا يمكن أن تنال صلابتها رياح السموم. والهدف من هذا الكتاب هو تبيان ضوابط فهم الحديث النبوي، في الأصول السبعة التالية التي لا يتمكن من تجاوزها أو تخطيها عالم عاقل. وهذه المقاصد هي الحديث النبوي اللغة والدين، الاجتهاد والقبول، والمعاصرة، مواكبة سنة التطور، مراعاة مقاصد الشريعة العامة.طلعت علينا هجمة شرسة على أيدي أقلام مأجورة، وأرصاد عقول خربة، وأفكار عفنة، تحت مظلة ما أسموه بالقراءة المعاصرة، لتكون مرآة معاكسة لأهوائهم، وتطلعاتهم المشبوهة، في صورة جذابة ملفتة للأنظار تخدع السذج أمثالهم، ولا قيمة لها عند أهل العلم والاختصاص.
وحاولوا بجرأة ووقاحة إعمال سموم هذه القراءة في كتاب الله عز وجل وفي السنة النبوية، فجاؤوا بالغرائب والأعاجيب، والانغماس في مستنقع الضلال والكفر، أو الجهل والضياع.
وهذه هي صورة أخرى لما يسمى بالقراءة المعاصرة في الحديث النبوي، ولكنها تلتزم بالأصول العلمية، واللغوية، والتشريعية، دون افئتات عليها، ليتميز الحق من الباطل، والهدى من الضلال، والعلم من الجهل، ولإلجام ألسنة أعوان المستشرقين والمستغربين التائهين.
مراجعتك في انتظار الموافقة عليها
trezor.io/start