نبذة عن كتاب في الثقافة المصرية

إن هذا الكتاب ليس كتابنا وحدنا، وإنما هو الإبن الشرعي لمرحلة حية من مراحل الغليان والتحول في الإبداع الأدبي زالفكري خلال سنوات الأربعينيات وبداية الخمسينيات، والغريب أنه أخذ صيغته هذه على نحو لم يكن مقصوداً به أن يكون كتاباً، فالحاصل أن أستاذنا الدكتور طه حسين نشر مقالاً بعنوان “صورة الأدب ومادته”، معتبراً أن اللغة هي صورة الأدب وأن المعاني هي مادته، فكتبنا رداً عليه مختلفين معه حول هذا التحليل للأدب إلى لغة ومعنى، مفضلين تحليله إلى صياغة ومضمون، وما كنا في الحقيقة نقصد أبعد من تقديم رؤية للأدب تختلف عن الرؤية التي كانت سائدة، والتي كان يغلب عليها الطابع الإنطباعي الذوقي من ناحية أو الطابع الكلاسيكي التقريري من ناحية أخرى، فما قصدنا أبعد من تحديد الدلالة الإجتماعية للأدب (لا الدلالة البيئية كما كان شائعاً آنذاك) في ارتباط عضوي حميم مع بنيته التي تصوغ أدباً، ولكن سرعان ما اعتبر هذا المقال “بيناً” أو”مانيفستو” أدبياً جديداً، وتفجرت حوله معركة أدبية حادة على صفحات الصحف المصرية عندما اتهم الدكتور طه حسين مقالنا بأنه “يوناني لا يقرأ” وعندما خرج اتهام الأستاذ عباس العقاد لنا عن حدود النقد الأدبي إلى حدود النقد الأدبي إلى حدود الإدانة البوليسية بقوله في رده علينا: “إنني لا أناقشهما وإنما أضبطهما.. إنهما شيوعيان”!
وفي الحقيقة لم تكن القضية أساساً هي قضية وضوح أو غموض كما أدعى طه حسين، كما لم تكن القضية قضية شيوعية أو غير شيوعية، فما كنا نخفى انتماءنا للفكر الماركسي قط، وإنما كانت قضيتنا هي تحديد وتجديد مفاهيم النقد الأدبي العربي، والحق ما ذكرنا في البداية، في غير تواضع زائف، أننا لم نكتب من درجة الصفر في النقد الأدبي العربي، لم نكن نبدع “أيساً من ليس” على حد تعبير فيلسوفنا العظيم الكندي، بل كنا نسعى إلى تنظير ظواهر في النقد والإبداع الأدبي كانت تتجلى وتنمو وتتعاظم منذ الأربعينيات.

رمز الكتاب: egb1266-5001262 التصنيفات: , , الوسوم: , ,

Description

بيانات كتاب في الثقافة المصرية

العنوان

في الثقافة المصرية

المؤلف

عبد العظيم أنيس, محمود أمين العالم

الناشر

دار الثقافة الجديدة

تاريخ النشر

01/01/1989

الحجم

21×14

عدد الصفحات

143

الطبعة

3

المجلدات

1

النوع

ورقي غلاف عادي

المراجعات

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يراجع “في الثقافة المصرية”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *