فنون الأفنان فى عجائب علوم القرآن

نبذة عن كتاب فنون الأفنان فى عجائب علوم القرآن

ولقد عرف السابقون قدر القرآن الكريم وحقه عليهم، فعاشوا في النص القرآني بكل وجدانهم ووعوه بكل عقولهم، وترجموا تعاليمه سلوكاً، عملياً في الحياة، وأوقفوا حياتهم علي خدمته، فألفوا في علومه بعد حفظ لفظه والعمل بمعناه، وتبارى العلماء بهمم عالية وكتبوا في شتي علومه، فألفوا في تفسيره وناسخه ومنسوخه وأسباب نزوله وفي بلاغته وأعجازه وحكمه وأمثاله وغريبه وإعرابه وقصصه ومحكمه ومتشابهة ورسم حروفه ومكيه ومدنيه وقراءاته وفي تناسب سوره إلي غير ذلك.
ولما كانت علوم القرآن من أجل العلوم، لأنها تعد الأدوات التي تعين المفسر علي فهم النص القرآني وتذوقه، ولما كانت قد تناولت في دراستي للماجستير، كتب علوم القرآن التي جمعت أكثر من فن، ونبهت إلي أن من تلك الكتب كتاب فنون الأفنان في عجائب علوم القرآن لابن الجوزى المتوفي 597هـ، مخطوط في حاجة لي من يرعي تحقيقه، وعقدت العزم علي تحقيقه بعد حصولي علي الدكتوراه.
ولقد دعتني إلي تحقيق هذا المخطوط أسباب عدة أهمها: السبب الأول أهمية هذا المخطوط بما حواه من الأدوات التي تعين المفسر علي فهم النص القرآني مثل: “نزول القرآن علي سبعة أحرف، في كتابة المصحف وهجائه، ذكر اللغات في القرآن، أدب الوقف والابتداء، المتشابه، ابدال الكلمة بكلمة أو حرف من التشابه، المقدم والمؤخر من المتشابه، مسائل يعانى بها في المتشابه”، وبما حواه من المباحث التي دارت حول تاريخ القرآن مثل: “فضائل القرآنن أن القرآن كلام الله غير مخلوق، عدد سور القرآن وآياته وكلماته وحروفه ونقطه، عدد آيات السور، ذكر القرائن من السور في عده علي مذهب أهل الكوفة، السور المكية والمدنية، ذكر الأوصاف التي شاركت أمتنا فيها الأنبياء”، السبب الثاني توثيق المخطوط نسبة واسماً.