سيناريو فيلم البوسطجى


غلاف كتاب سيناريو فيلم البوسطجى

نبذة عن كتاب سيناريو فيلم البوسطجى

شهادة عن يحيي حقي.. أو شهادة ليحيي حقي، أبو الذوق وعطر الأحباب..! وهل يحتاج يحيي حقي إلى شهادة وعطره يفوح فى أرجاء حياتنا الثافيقة والعامة.
إنظر إليه وهو يكتب، نحات في يده أزميل رقيق ينحت به أدق التفاصيل في رهافة، كنغم محكم كل كلمة في مكانها دون زيادة أو نقصان.. كفنان الأرابيسك أو لاصق الفسيفساء.. بهرنا بأسلوبه ونحن شباب غض نحبو في عالم الأدب مع بداية الخمسينيات.. ذوق غربي منمق مضمخ بعطر شرقي وشعبي لاذع. وعندما ظهرت روايته الصغيرة “دماء وطين” فى سلسلة إقرأ فى منتصف الخمسينيات، لم تكن لي علاقة بالسينما سوي مشاهدة الأفلام السينمائية، وبالذات ما يصنعه الغرب منها.. وكان الفيلم الأمريكي “دماء ورمال” المأخوذ عن قصة الحب الشهيرة التي تقع حوادثها في حلبة مصارعة الثيران فى أسبانيا، يملأ شاشات العرض ويثير جدلا كبيرا بين هواة الأفلام، فأعجبتني السخرية التي خبأها يحيي حقي في اختياره لعنوان روايته الصغيرة: “دماء وطين”.. لا عجب فهي قصة حب تدور حوادثها في الصعيد، بمصر، في الثلاثينيات، حين كان الصعيد منفي يعاقب الموظفين غير المرضي عنهم بالنقل إليه..!
كانت الرواية مكتوبة بأسلوب حديث متقدم جعلها كثيرة الإختلاف عما تعودناه في الرواية العربية، وجعلها أيضا شديدة الاقتراب من الأساليب السينمائية الحديثة التي بدأت تظهر في منتصف الخمسينيات مما جعلها حديث السينمائيين المصريين.. وتعددت الأخبار فى المجلات والصحف عن استعداد المخرج “زيد”، أو المنتج “عبيد” لتقديمها فى السينما المصرية. وكثرت المحاولات أن توضع فى مجال التنفيذ الفعلي.. ثم.. بعد بضع سنوات، بدأت تنتشر مقولة لعدد من السينمائيين المحترفين في ذلك الحين مؤكدة بأن هذه القصة “دماء وطين” أو “البوسطجي” هي نموذج لنوع من الأدب لا يصلح للإعداد السينمائي!..
لقد شعرت أيامها كأديب مهتم بالسينما، أن هذه المقولة ظلم فادح لأدب يحيي حقي، وعجز ممن يتولون أمور السينما. وحين قررت التصدي لتحويل هذا العمل الأدبي إلي معادله السينمائي لاحظت أن الشكل المتقدم الذي كتبت به القصة واقترب بها من السينما الجديدة في ذلك الحين وخلق حولها كل هذا الإغراء عند السينمائيين المصريين، سوف يكون إطارا متنافرا مع تلك الدراما الدموية التي تقع حوادثها في مجتمع متخلف، في الثلاثينيات من هذا القرن، إذا تم تحويلها إلي صور متحركة بنفس الأسلوب.
كانت تلك الملاحظة أو هذا الإدراك أشبه بالمأزق، فقد كانت الموضة أيامها عند تحويل الأعمال الأدبية هو البحث عن أشكال حديثة بديلة لأشكالها الروائية التقليدية.. ورغم ذلك فقد اتخذت القرار أيامها بشجاعة أحسد عليها.. وبدأت فى انتزاع “دماء وطين” من الإطار الحديث المتقدم الذي وضعها فيه الفنان يحيي حقي، ثم أعدت صياغتها سينمائيا بأسلوب تقليدي يناسب المكان المتخلف والزمان المتخلف الذي تدور فيه أحداث القصة، مع إضافة بعض الطعم الملحمي كتعويض عما تركناه من حداثة السرد القصصي.
لقد أصبح فيلم البوسطجي ملكا للتاريخ الآن ومنذ ظهوره في عام 1968 كإحدي العلامات الهامة في السينما المصرية. وتبقي تلك الإضافة حول هذا الحوار الفني الذي دار خلال فعل الكتابة، بين فنان كبير من جيل راسخ، وفنان مبتدئ من جيل تال له. وأعتقد أن حوارا فنيا مثل هذا لم يكن ممكنا أن تتاح له الفرصة، ما لم يكن الفنان الكبير هو يحيي حقي، أبو الذوق، وعطر الأحباب.

رمز الكتاب: egb111134-5159134 التصنيفات: , , , الوسوم: , , ,

Description

بيانات كتاب سيناريو فيلم البوسطجى

العنوان

سيناريو فيلم البوسطجى

المؤلف

 صبرى موسى

الناشر

مكتبة الأسرة

تاريخ النشر

01/01/2001

اللغة

عربي

الحجم

20×14

عدد الصفحات

271

الطبعة

1

المجلدات

1

النوع

ورقي غلاف عادي

المراجعات

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يراجع “سيناريو فيلم البوسطجى”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *