سيكولوجية المرأة

نبذة عن كتاب سيكولوجية المرأة

يتناول هذا الكتاب عددًا من الموضوعات والقضايا البحثية المهمة التي تتصل بالمرأة بما لها من خصال وسمات تميزها عن الرجل حيث يعتمد هذا التمايز على أسس بيولوجية وهرمونية وعصبية. ومثال ذلك أن المرأة أكثر استهدافًا وتعرضًا للاكتئاب من الرجل نتيجة هذه العوامل، ويزداد الأمر تمايزًا عندما تُصاب المرأة بتغيرات مصاحبة لدورة الحيض، وأيضًا تعرضها أحيانًا لما يطلق عليه اكتئاب ما بعد الولادة. كما أن هناك من العوامل النفسية والاجتماعية ما يسهم في نشأة تنميطات خاصة بالمرأة، وذلك من خلال عمليات التنشئة عمومًا والأسرية على نحو خاص؛ حيث تتكون صورة نمطية عن المرأة باعتبارها إنسانة ضعيفة بما يجعلها مستهدفة للعنف، وهناك من الأمثلة الشعبية المشجعة على ذلك الكثير، بما يرسخ هذه الصورة العقلية.
وقد تناولت مؤلفة هذا الكتاب الدكتورة نصرة منصور عبد المجيد، الأستاذ المساعد بقسم علم النفس- كلية الآداب- جامعة القاهرة هذه القضايا في ثنايا فصول الكتاب الثمانية على النحو التالي: خصّصت المؤلفة الفصل الأول لتناول قضايا المرأة عبر الثقافات والعصور، خاصة المرأة في الإسلام وفي الثقافة الغربية الحديثة. أمّا الفصل الثاني فقد اهتم بإبراز السمات الشخصية المميزة للمرأة، في حين اهتم الفصل الثالث بالفروق البيولوجية بين المرأة والرجل والتنميط الجنسي، والنظريات المفسرة للفروق بين الجنسين والمتغيرات المتعلقة بهذه الفروق. وتناولت المؤلفة في الفصل الرابع بيولوجيا المرأة؛ حيث ركزت على عدد من الجوانب، مثل: البلوغ ومراحل دورة الحيض والإنجاب. وتعلق الفصل الخامس بعمل المرأة وتطوره في بعض الثقافات ودوافع المرأة للخروج إلى العمل والاتجاهات نحو قضية عمل المرأة والصراع بين مختلف الأدوار التي تقوم بها، والنظريات المفسّرة لعمل المرأة. وجاء الفصل السادس بعنوان الذكاء الوجداني للمرأة وهو من الموضوعات الجديرة بالاهتمام لدى المرأة نظرًا لأهمية الجانب الوجداني بشكل عام. وقامت المؤلفة بتعريف الذكاء الوجداني وأهميته عند المرأة وكذلك مجالاته والنماذج النظرية المفسرة له. واهتم الفصل السابع بالرضا الزواجي للمرأة، وهو من الموضوعات والقضايا المهمة الجديرة بالبحث؛ حيث يسهم هذا الرضا في التماسك الأسري واستمرار الحياة الزواجية، كما يُنبئ ضعف هذا الرضا بانتهاء الحياة الزواجية سواء بالانفصال أو الطلاق مما يؤدي إلى مشكلات مجتمعية كبيرة تخص الأسرة والأبناء والمجتمع. فتناولت المؤلفة تعريف الرضا الزواجي وأبعاده لدى الزوجة والنظريات المفسرة له، وفي نهاية الفصل أشارت إلى العلاقة بين الحب والرضا الزواجي.
أمّا الفصل الثامن والأخير من الكتاب، فقد تناول قضيتين من القضايا المثارة حديثًا، وهما قضيتا العنف والتحرش ضد المرأة، وخاصة في مجتمعنا العربي، وهما من القضايا التي أسهمت في إنشاء المجلس القومي للمرأة، وتحظيان بالاهتمام على المستوى المجتمعي والإعلامي الأمر الذي يجعل منهما قضيتين جديرتين بالاهتمام البحثي. وقد تناولت مؤلفة الكتاب في هذا الفصل تعريف العنف ضد المرأة وأنواعه ومدى انتشاره وأسبابه والنظريات المفسرة له والآثار النفسية السلبية المترتبة عليه، وأساليب مواجهته، كما عرفت التحرش الجنسي بالمرأة وأشكاله، وميّزت بين التحرش والاغتصاب والسياق البيئي للتحرش، وسبل مواجهته.