سجن العمر

نبذة عن كتاب سجن العمر

لم يكتبها ليعدد مميزاته وأعماله ومشواره ليصل إلى ما وصل إليه كأديب متميز وصل للعالمية .. ولم يكتبها من عليائه إلى الأجيال الآتية بعده علها تستفيد ، ولم يكتبها في الخفاء بعيدا عن عيوبه وزلات نفسه .. بل كتبها بإسلوبه المعتاد في رواياته ومسرحياته .. إسلوبه الممتع الذي يقدم لنا من التراث أسلوب بليغ جميل ، ومن الواقع مواقف حياتية عميقة لا حصر لها ، ومن نفسه خفة ظل وصراحة غير متكلفة غاية في الصدق ونظرة ثاقبة دائما تحمل الجديد.. هذه هى سيرة “توفيق الحكيم ” أو بمعنى أدق جزء من سيرته أودعه قضبان هذا الكتاب ثم أسماه “سجن العمر” وفيه لم يقدم سيرة وسرد فقط.. وإنما أراد من خلال تذكره وإسترجاع طفولته وشبابه وحكيه أن يتتبع ذلك الشئ “الطبع الذي يتخبط بين قضبان سجنه طول العمر” على حد تعبيره .. فقد أراد ان يكتشف نفسه، ويرى من أين تفتقت بتلك الحياة التى عاشها، من أبيه أم من أمه أم الظروف أم الجميع أم ماذا؟ .. ولكن ليس هذا معناه أننا سندخل في دهاليز من الملل أو الرتابة أو الفلسفة الغامضة للبحث وراء تلك الحقيقة، إنما على النقيض سنجد صفحات شيقة لا نستطيع الإبتعاد عنها او الإستراحة منها بل لن نقدر إلا أن نأتي عليها دفعة واحدة، وهى ببراعة تفصلنا عما يحيط بنا وتدخلنا إلى عالم “توفيق الحكيم ” الحقيقي .. مولده ونشأته وابيه وأمه ومدارسه وسفره إلى أوربا، وهو العالم الذي نطالعه ونلتقط منه لقطات حقيقية رأينا بعض أضواء منها في أعماله .. فنرى طفولة وصبا طالعناها في “عودة الروح” ، شباب وغربة وخطوات تمهد بعيدا عن طريق القانون في “عصفور من الشرق” و”زهرة العمر” .. ولأنه عودنا على رسم الموقف وملامحه بأدق تفاصيله فهى صفحات تثري عقولنا وقلوبنا وتزخر نفوسنا معها بالتساؤلات والضحكات والعبرات والعبر.