نبذة عن كتاب حقوق الأطفال والمسنين
هذا بحث طريق وجديد ومهم حول “حقوق الأطفال المسنين” في نطاق أحكام الشريعة الإسلامية، وتوجيهاتها الرشيدة والقويمة القائمة على الحق والعدل والإنصاف، وفي أخلاق الإسلام التربوية التي يراد بها وضع الضوابط للمجتمع الفاضل، وإبقاء همزة الوصل بين بدء حياة الإنسان ونهايتها.
وتنبع أهميته العلمية من ضرورة العناية بجيلين: جيل الأطفال الذين يعدون للمستقبل، ويحتفي الناس بهم عادة لإنشائهم وتربيتهم والأخذ بيدهم إلى تسلم زمام الحياة بعد رحيل من قبلهم، وجيل الكبار المسنين الذين ينبغي توديعهم بغاية الحفاوة والإكرام، والإقرار بما لهم في أعناق أولادهم وغيرهم، من حقوق الرعاية والإكبار، أو الاحترام والتقدير، لما قدموه لمجتمعهم من جلائل الأعمال، التي ضحوا فيها بأعز وأغلى ما لديهم من إمكانات وطاقات أو قدرات، فذابت حياتهم كالشموع لإضاءة الدرب لمن يخلفهم.
وتزداد أهمية بحث حقوق المرحلتين من اعتبار رعاية هذين الجيلين “حقوقاً إنسانية” مقررة في الأعراف الدولية، حرصاً على ضرورتها، وتأكيداً لأهميتها، وضماناً لتحصيل نتائجها الإيجابية في توثيق عرى الأسرة أو العائلة، والعشيرة، والمجتمع.
وبحث هذه الحقوق في مجال أحكام الشريعة الإلهية له مدلول عالمي خاص، يستند إلى التوجيه الإلهي بالأطفال والشيوخ والضعفاء، وورود طائفة من النصوص الشرعية التي تأمر أن تنصح أو تحذر، أو تلوم المقصر، أو توجه إلى رعاية الفئات الضعيفة في المجتمع، سواء كان الضعف دائماً أو مرحلياً أو طارئاً، ويدخل هذا التوجيه تحت مبدأ “التكافل الاجتماعي في الإسلام”.للحياة الإنسانية بداية ونهاية, وكل منها يحتاج لرعاية خاصة وعناية متميزة, والبداية تكون بالطفولة التي تتطلب الإعداد والتنمية المادية والجسدية والمعنوية والروحانية. لأن الأطفال بناة المستقبل وجيل الغد. والنهاية تكون بالشيخوخة التي هي تتويج لكمال الإنسان ونضجه وسعة عقله, واستحكام خبراته, فتتطلب الرعاية والإكرام والاحترام والوفاء, لما قدمه الإنسان في حياته من عطاء, وأدى من رسالة مشرفة. وتمتاز الشريعة الإسلامية بأنها التفتت لفتة كريمة لهاتين المرحلتين, ونبهت لحقوق كل من الطفل والمسن، بأحكام في غاية الرصانة والسداد والكمال, نجدها واضحة في التوجيهات والوصايا الكثيرة لرعاية حقوق الإنسان في جميع أدوار حياته, وللتخطيط المحكم في بناء حياة قوية وكريمة, إنسانية واجتماعية ووطنية, ولا بد لكل إنسان من معرفتها وإدراكها, وتفعيلها, ورعايتها لتحقيق سمو الإنسان وصون كرامته.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.