نبذة عن كتاب ثلاثة دروس في ديكارت
اجتمعنا هنا اليوم, لنحتفل بانقضاء المائة على حدث أدبي عظيم هو ظهور كتاب ديكارت “مقال فى المنهج”, ذلك الكتاب الذي يعد من أكثر الكتب الفلسفية مدعاة للدهشة, والذي كان إخراجه حدثا روحيا كبيرا, أي ثورة روحية نحن ورثتها, وإن تفاوت حظنا في هذا الإرث.
ثلاثة قرون-وأي قرون!- تفصلنا من ديكارت, ومن كتابه, وهي فترة طويلة بالإضافة إلى التاريخ, وإلى العلم نظريا, عمليا, وإلى الحياة, ولكنها قصيرة بالإضافة إلى الفلسفة فإنا نعترف صراحة أن “تقدم” الفلسفة بطيء. أنها تعنى بأمور بسيطة جدا: تعنى بالوجود, وبالمعرفة, وبالإنسان, وهذه أمور بسيطة لا ينقطع اهتمامنا بها. لذلك تظل أجوبة كبار الفلاسفة عن هذه المسائل البسيطة خليقة بالعناية, مفيدة هامة قرونا طويلة بل آلاف السنين. فإن الفلسفة فى حاضر مستمر, وقد لا يوجد اليوم فكر فلسفى أكثر ملاءمة للعصر من فكر ديكارت, إلا أن يكون فكر أفلاطون.
ولكن لندع أفلاطون جانبا, وسنصادفه أثناء سيرنا. فإنما أقصد أن أحدثكم اليوم عن ديكارت, وعن “المقال فى المنهج”
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.