تعليم الكفاف.. قراءة فى ممارسات التعليم والتعلم بالمدرسة المصرية

نبذة عن كتاب تعليم الكفاف.. قراءة فى ممارسات التعليم والتعلم بالمدرسة المصرية

سوف تُدرك بعد قراءة هذه الممارسات داخل الفصل الدراسي، مبرر اختيار عنوان “تعليم الكفاف” لهذا الكتاب، ذلك لأن الكفاف التعليمي هو الحد المتاخم للأمية، كما الكفاف الإقتصادي المتاخم للجوع. و”تعليم الكفاف” هو توصيف لأزمة صياغة وتقديم المحتوى التعليمي، والتي تعتمد على منهجية رثة ومتهالكة، جعلت الفعل التعليمي فعلاً تعبوياً لا تنموياً يركز اهتمامه على تعبئة عقول تلاميذه وطلابه بما استنسخه على نحو مشوّه من قضايا العلم المعاصر والثقافة المعاصرة، دون تمكين هذه العقول من منهجيات الإشتباك معها والمساهمة في إنتاجها.
وقد تستطيع تخيل نواتج من يتعرضون لممارسات هذا التعليم، مثل أن تكون شخصيات أبعد عن المرونة وسعة الأفق والخيال، وأميل للإستقبال منها إلى الإرسال، تتلقى الأوامر والنواهي وجميع التعليمات دون نقد وتمحيص، وتنقل وتقلّد أكثر مما تبدع وتغيّر، تخضع لسلطة النصوص النظرية أكثر من الإشتباك الخلاق مع الواقع العملي، أميل للتكيف مع القبح منها إلى مقاومته… إلخ.
يُعد “تعليم الكفاف” أحد البراهين على أن حصاد التحديث الذى جرى على التعليم المصري منذ أكثر من مائتي عام هو حصاد الهشيم، وأن نهضة مصر من كبواتها وعثراتها لن تكون إلا بثورة حقيقية على ممارسات التعليم والتعلم في مدارسنا، بل وجامعاتنا، ثورة تهز ركود الذهن وتعيد بعث الوجدان، وتسعى لخلق واقع تعليمي مضاد لكل ما هو سائد حالياً.