نبذة عن كتاب تحصين الشباب من الأفكار الهدامة
إن الخطر الداهم الذي يتربص بشباب اليوم يتمثل في شيوع الأيديولوجيات التي تسوّغ لهم العنف بمبررات دينية، حتى صار هؤلاء الشباب يرتكبون القتل بأقسـى ما يتصوره الإنسان السويّ من دون أن يروا فيه خللاً في السلوك ولا خطأً في التصـرف ولا أمراً يستحق الندم أو الاعتذار، بل يعتبرونه تنفيذاً لأمر الله وتقرباً إليه.
ولا تخفى خصوصية مرحلة الشباب ومدى تأثرها بخطاب العاطفة والحماسة أكثر من خطاب العقل الهادئ الرزين. وهذا ما أدركه دعاة الأفكار الهدّامة حين توجهوا بتصوراتهم نحو الناشـئة والشباب، وعزفوا على أوتار العاطفة، فتجاوب معهم عدد غير قليل.
من هنا تأتي مهمة تحصين الشباب من الأفكار الهدّامة صيانة لهم ولأسـرهم وللمجتمع وللوطن كله وإنقاذاً للمستقبل من الضـياع، وبالتالي وجب فحص مصادر الأفكار الهدامة ومناقشة وسائل التحصن منها، من خلال: تفعيل دور الأسرة والمنظومة التعليمية، وإطلاق الأنشطة الوطنية، وترويج قيم المحبة الإنسانية، وإعداد مؤسسات المجتمع لتحمل مسؤوليتها إزاء شباب الأمة عبر تحديد المرجعية الدينية وضبط رسالة الإعلام بمختلف أصنافه، وسنّ القوانين والأنظمة الرادعة، وطرح المبادرات التحفيزية التي تعمق القيم الأخلاقية والوطنية. ومواكبة ذلك بإقرار العدالة الاجتماعية وصيانتها، وإدماج الشباب في منظمات خدمة المجتمع، ونشر ثقافة اجتماعية تقوم على التسامح ونبذ العنف.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.