تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة في حماية البيئة

نبذة عن كتاب تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة في حماية البيئة

تعد قضية حماية البيئة من التلوث والحفاظ على المصادر الطبيعية من أبرز القضايا التي يوليها العالم اهتماماً كبيراً في هذا العصر. وقد تجلى هذا الاهتمام في إصدار العديد من المواثيق الدولية والقوانين المحلية التي تستهدف حماية البيئة من التلوث والحد من استنزاف المصادر الطبيعية ومواجهة انقراض الكائنات الحية، خاصة بعد أن بلغت التعديات على البيئة وتلويثها درجة خطيرة تهدد بانقراض الكثير من النباتات والحيوانات التي تعيش في المناطق المعتدلة، بل إن التدمير الحاضر اليوم للتنوع البيولوجي لكوكبنا يفوق كل ما حدث من تدمير سابق منذ انقراض الديناصورات، فضلاً عن الأضرار الجسيمة التي تلحق بالإنسان نتيجة لتلوث الماء والهواء والتربة والتي تصل إلى حد الإصابة بأمراض خطيرة في مقدمتها السرطان.
وفي هذه الدراسة عرض لمعالم تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة في الحفاظ على البيئة، وتأتي أهمية الدراسة من كون دولة الإمارات تقدم نموذجاً فريداً للحفاظ على البيئة وحمايتها في العالمين العربي والإسلامي، وتحرص في استراتيجيتها للتنمية على الجمع بين الأصالة والمعاصرة، ولديها استراتيجية وطنية للبيئة وخطة للعمل البيئي واضحة المعالم، جاء إعدادها لتعزيز التزام الدولة بحماية البيئة وتبني مبادئ التنمية المستدامة. وقد شارك في إعداد هذه الاستراتيجية كافة الجهات العاملة في مجال البيئة والتنمية في الدولة، فقد وضعت دولة الإمارات مبدأ التنمية المستدامة كإحدى أهم أولوياتها، بحيث تتم بطريقة تضمن التوازن بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية وبين حماية البيئة.
أما سبب اختيار موضوع الدراسة فيعود إلى أن دولة الإمارات قد حظيت باعتراف وتقدير عالميين لجهودها في الحفاظ على البيئة وحمايتها.
وتهدف هذه الدراسة إلى رصد وتحليل تجربة دولة الإمارات في الحفاظ على البيئة وبيان المستويات العديدة لهذه التجربة، سواء من الجانب الفكري والثقافي أو الجانب التشريعي والقانوني أو الجانب الإجرائي والميداني.
تتركز فرضيات الدراسة على وجود ترابط بين النجاح الذي تحقق في هذا المجال بالدولة وبين إيمان قيادتها الحكيمة بأهمية الحفاظ على البيئة من جانب، ووجود ترابط بين هذا النجاح والمرجعية الفكرية والثقافية التي يشكل الفكر الإسلامي المعتدل محورها من ناحية أخرى، انطلاقاً من أن المواثيق الدولية والتشريعات المحلية لم توقف مسلسل التعدي على البيئة، لذا يتطلب هذا الموضوع البحث عن مداخل أخرى لعلاج قضايا البيئة ترتبط بضمير الإنسان وعقيدته، ويأتي تفعيل دور الدين الإسلامي في مقدمة هذه المداخل.