تاريخ الدولة العثمانية “النشأة- الإزدهار” وفق المصادر العثمانية المعاصرة والدراسات التركية

نبذة عن كتاب تاريخ الدولة العثمانية “النشأة- الإزدهار” وفق المصادر العثمانية المعاصرة والدراسات التركية

لقد احتل التاريخ العثماني مساحة زمانية ومكانية مديدة ربطت بين العصرين الوسيط والحديث والجناحين الشرقي والغربي على مدى أكثر من ستة قرون متتالية. فقد شهدت الدولة العثمانية مرحلة المخاض العسير في الانتقال بين العصرين الوسيط والحديث، حيث سقطت دول وإمبراطوريات وقامت أخرى.
وخلال هذه المرحلة، لعبت الدولة العثمانية دورًا هامًا في منطقة امتدت من بلاد فارس والخليج العربي شرقًا وحتى بلاد النمسا والمغرب غربًا، ومن جنوب موسكو والقفقاس وبولندا شمالًا وحتى بلاد الحبش والمحيط الهندي جنوبًا، فكانت العنصر الفعال في حالات المد والجذر في تلك المنطقة سواء خلال عصر نشأتها وازدهارها أو في عصر الضعف والانهيار.
والحقيقة أن هذا التأثير البعيد المدى للتاريخ العثماني امتد حتى عصرنا الحاضر. فقد نتج عن المخاض الأخير للدولة العثمانية مشكلات إقليمية لا زالت تلعب دورًا هامًا في السياسة الدولية حتى اليوم، الأمر الذي يجعلنا في حاجة ماسة لدراسة تاريخ هذه الدول دراسة محايدة بعيدة عن التعصب والانحياز أو التحامل والتشويه، وذلك للبحث عن جذور هذه المشكلات، ومن ثم لإماطة اللثام عن الكثير من الحقائق المغيبة حول تاريخ الدولة العثمانية.
وقد حاولت في هذا الكتاب تقديم مادة خصبة لدارسي التاريخ العثماني توفر لهم خلفية تاريخية واضحة المعالم عن دولة آل عثمان خلال مرحلتي التأسيس والازدهار، كما حرصت على الاستعانة بأحدث الدراسات والأبحاث التركية وما توصلت إليه من نتائج، وحاولت ألا يكون هذا العرض سردًا للوقائع السياسية والعسكرية للدولة فقط، فقمت بتذييلها بعرض أهم الإنجازات الحضارية التي حققتها الدولة مع التركيز على تشكيلاتها ونظمها الإدارية والمالية والعسكرية.
وقد سمت الكتاب إلى مدخل وأربعة فصول وخاتمة، فتعرضت في المدخل لتاريخ الدول التي قام الترك بتأسيسها قبل اعتناقهم الإسلام وبعدهن وفي الفصل الأول تتبعت وقائع الدولة العثمانية خلال مرحلة التأسيس وأهم إنجازاتها الحضارية، أما في الفصل الثاني, فقد استعرضت وقائع الدولة العثمانية خلال عصر الازدهار، وفي الفصل الثالث تتبعت عوامل الخلل التي أدت إلى ضعف الدولة، أما الفصل الرابع والأخير فقد خصصته لعرض الملامح العامة لنظم الدولة العثمانية وتشكيلاتها العرفية والإدارية والعسكرية. وأخيرًا اختتمت هذا العرض بتحليل شامل للمراحل التي مرت بها الدولة خلال مرحلتي التأسيس والازدهار، وذلك حتى ظهور الملامح الأولى لضعف الدولة واضطراب مؤسساتها.