نبذة عن كتاب الوحدة الوطنية والفتنة الطائفية “1882- 1919”
تعمدت اختبار هذه الدراسة وعنوانها “الوحدة الوطنية والفتنة الطائفية 1882- 1919” لإبراز أهم مظاهر الوحدة الوطنية من خلال رصد الصحافة المصرية لها وذلك لأن فترة البحث كانت فترة خطيرة في تاريخ مصر هذا وقد جاءت البداية عام 1882 أي بداية الاحتلال البريطاني لمصر حيث انتهجت سلطات الاحتلال سياسة استعمارية لإحكام قبضتها على البلاد لعل أخطرها سياسة التفرقة بين عنصري الأمة التي رسمها وخطط لها الساسة البريطانيون. كما مرت مصر بالعديد من الأحداث الخطيرة والأزمات مما هدد الوحدة الوطنية لعبت خلالها الصحافة المصرية سواء القبطية أو المسلمة دورًا هامًا رأيت أنه جدير بالدراسة.
جاء اختيار عام 1919 نهاية للدراسة حيث تجسدت فيه كل معاني الوحدة الوطنية بين عنصري الأمة بقيام ثورة 1919.
قسمت البحث إلى تمهيد وخمسة فصول تحدثت في التمهيد عن مظاهر الوحدة الوطنية في عهد الأسرة العلوية وسياسة التسامح الديني كما أشرت لأهم رواد الوحدة الوطنية في تلك الفترة. جاء الفصل الأول بعنوان “سياسة بريطانيا في الدس بين عنصري الأمة” وفيه تحدثت عن سياسة سلطات الاحتلال البريطاني للتفرقة بين العنصرين والتي تلخصت في إضعاف الاقتصاد المصري والقضاء على الحركة الوطنية وعزل المصريين سواء مسلمين أو أقباطًا من الوظائف الحكومية واستبدالهم بالمسيحيين الشوام والمؤيدين لسياستهم حتى تثار بعد ذلك مشكلة تعيين الأقباط في الوظائف الحكومية وتظهر بريطانيا بمظهر المدافع عن حقوق الأقباط بالإضافة إلى ذلك عمل الاحتلال على إضعاف اللغة العربية من خلال نشر العامية وأنجلزة التعليم والإدارة المصرية وتشجيع المدارس التنصيرية وإلغاء المجانية والترويج لفكرة اضطهاد الأقباط وتوجيه سهام الاتهامات المسمومة للمسلمين.
ألقيت في الفصل الثاني والذي جاء بعنوان “معالجة الصحافة والأحزاب المصرية لفكرة الوحدة الوطنية 1882 -1908” الضوء على الدور الذي قامت به الصحافة المصرية خلال تلك الفترة تجاه القضايا المصرية المختلفة، وتحدثت في الفصل الثالث الذي جاء بعنوان “اشتعال الفتنة الطائفية” عن سياسة “بطرس غالي” المؤيدة لسلطات الاحتلال البريطاني لتوقيعه الاتفاقية الثنائية الخاصة بالسودان وإحياء قانون المطبوعات في عام 1909 بغرض القمع والقضاء على الحركة الوطنية كذلك موافقته على مد امتياز قناة السويس مما أدى إلى اغتياله.
أما الفصل الرابع وعنوانه “ثورة 1919″ تجسيد للوحدة الوطنية” فقد تحدثت فيه عن ثورة 1919 ودور القوى الوطنية المشاركة في الثورة من طلبة ومحامين وقضاة وموظفين وأطباء وأعيان وكيف انتشرت الثورة في القرى والأقاليم والطريقة الوحشية التي استخدمتها سلطات الاحتلال البريطاني للقضاء عليها وأوضحت دور المرأة المصرية في الثورة كما أوضحت الدور العظيم الذي قام به رجال الدين من المسلمين والأقباط وموقف الصحافة خلال هذه الفترة.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.