نبذة عن كتاب المرأة الجديدة
المطلع على الشريعة الإسلامية يعلم أن تحرير المرأة هو من أنفس الأصول التي يحق لها أن تفخر به على سواها، لأنها منحت المرأة من اثنى عشر قرنا مضت الحقوق التى لم تنلها المرأة الغربية إلا في هذا القرن وبعض القرن الذي سبق، حتى أنها لا تزال محرومة من بعض الحقوق وهى الآن مشتغلة بالمطالبة بها.
فإذا كانت شريعتنا قررت للمرأة كفاءة ذاتية في تدبير ثروتها والتصرف فيها، وحثت على تعليمها وتهذيبها، ولم تحجر عليها الاحتراف بأي صنعة والاشتغال بأي عمل، وبالغت في المساواة بينها وبين الرجل إلى حد أن أباحت لها أن تكون وصية على الرجل وأن تتولى وظيفة الافتاء والقضاء أي وظيفة الحكم بين الناس بالعدل، وقد ولى عمر رضي الله عنه على أسواق المدينة نساء، مع وجود الرجال من الصحابة وغيرهم، مع أن القوانين الفرنساوية لم تمنح النساء حق الاحتراف بصنعة المحاماة إلا في العام الماضي، إذا كانت شرعيتنا تحامي على المرأة إلى هذا الحد، وتمنحنا هذه الدرجة من الحرية، فهل يجدر بنا في هذا العصر أن نغفل مقاصد شرعنا ونهمل الوسائل التي تؤهل المرأة إلى استعمال هذه الحقوق النفسية، ونضيع وقتنا في مناقشات نظرية لا تنتج إلا تعويقنا عن التقدم في طريق إصلاح أحوالنا؟ لا أظن أن ذلك يليق بنا وأرجو أن كثيرا من القراء يرون مثل رأينا.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.