نبذة عن كتاب العمارة الإسلامية فكر وحضارة
العمارة مرآة الحضارة، والحضارة نسيج الفكر الانساني النابع من معطيات الثقافة التي تتحرك في إطار عقائده الدينية ومبادئه السياسية وكيانه الاقتصادي وأصوله التربوية، فنسيج الحضارة يتكون من خيوط متجانسة ومتماسكة لا ينحرف مسار أحدها اتجاه متوازيات المجموع – ذلك النسيج الذي يعبر عن مقومات الحضارة وبنيتها النابضة بالحياة والتي تعكس المرآة صورتها وطابعها وطرازها.
فالعمارة الاسلامية التي غطت مساحة واسعة من المكان تمتد من آسيا الوسطى والجزيرة العربية شرقا إلى المحيط الاطلسي وجنوب أوروبا غربا – وفسحة طويلة من الزمان تمتد إلى ما يقرب من ألف عام كتبت طرزها المعمارية الخالدة تاريخ الشعوب الاسلامية في كل مكان فاختلفت طرز عمارة مبانيها من مكان إلى آخر من دولة إلى أخرى، وفي المكان الواحد من جيل أو عصر أو عهد إلى آخر، ليس هناك طراز معماري ثابت وموحد يمكن وصفه بأنه يعبر عن الطراز القومي للعمارة الإسلامية بصفة عامة – لا في طراز العمارة وحدها أو طراز أي خيط في نسيج مقومات الحضارة المستمدة من حياة المجتمع وعاداته وتقاليده وأزياء ملابسه وأثاث منزله الخ والتي ارتبط انتماؤها بكل من الزمان والمكان، وأستمرت صورتها وطابعها أو طرازها في تغير منذ بدء الحضارة حتى نهايتها.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.