الصناعات العسكرية الإسرائيلية: المحددات – البنية – الصادرات

نبذة عن كتاب الصناعات العسكرية الإسرائيلية: المحددات – البنية – الصادرات

تعد الصناعات العسكرية من أبرز العناصر المكونة للقدرة العامة الإسرائيلية في المجالين الاستراتيجي والتجاري. وتعكس البنى المادية لإسرائيل هذه المكانة، عبر مجموعة من المظاهر العسكرية والتقنية والاقتصادية وسواها.
وسعياً لتحدي مقدار الثقل الذي تشغله الصناعات العسكرية في الواقع الإسرائيلي، تطرح هذه الدراسة الافتراضات الرئيسية التالية: 1-ارتباط التطور التدريجي للتصنيع الحربي الإسرائيلي على نحو وثيق، بالمهمات التي وضعها المشروع الصهيوني نفسه. 2-قطعت إسرائيل، بمعيار حجم القوى والوسائط المستخدمة في التصنيع الحربي الإسرائيلي، أشواطاً مديدة على طريق التحول إلى دولة عظمى من حيث القدرة على إنتاج الأسلحة والمعدات العسكرية المتطورة. 3-تقدم صادرات الصناعات العسكرية الإسرائيلية صورة مركبة بثلاثة أبعاد هي: الحالة الإنتاجية لهذه الصناعات، ومدى النجاح الإسرائيلي في بناء العلاقات أو التغلغل على المستوى الدولي، وتوظيف صادرات الأسلحة في خدمة الاستراتيجية العليا لإسرائيل، ووجود علاقة عضوية بين التصنيع الحربي الإسرائيلي والدعم الأمريكي لإسرائيل في الميادين الاقتصادية والعسكرية والسياسية كافة؛ واتسام هذه العلاقة بصفة الاستناد الدائم إلى قاعدة التحالف والمصالح المشتركة، سواء في ميدان الصراع ضد العرب أو في الدور الوظيفي للمشروع الصهيوني في المنطقة على المدى الطويل. وهو ما يفسر التركيز الأمريكي على تفوق إسرائيل في مواجهة الدول العربية. 4-تتعرض الصناعات العسكرية الإسرائيلية لكثير من المشكلات الذاتية والموضوعية، بعضها ناجم عن هويتها ودورها وتأثرها بالواقعين: الاجتماعي والاقتصادي القائمين في الدولة، وبعضها الآخر ناجم عن المناخ العام الذي يحيط بعملية التصنيع الحربي في العالم.
تدلّ هذه الافتراضات على المنحى العام للمعالجة التي تنطوي عليها هذه الدراسة بفصولها الثلاثة، وتشكل، في الوقت ذاته، أهدافاً بحثية؛ نظرية وتطبيقية، يتم عن طريق المعلومات الموظفة في تناولها تكوين إجابات مقنعة عن التساؤلات المتصلة بها. فقد جرى تقسيم الدراسة إلى ثلاثة فصول متمايزة تتيح إمكانية لإثبات التطور التاريخي والمحددات العامة للصناعات العسكرية الإسرائيلية، والهيئات والشركات والمصانع في الصناعات العسكرية الإسرائيلية، وصادرات الصناعات العسكرية الإسرائيلية. وللدلالة على أن ما تعانيه الصناعات العسكرية الإسرائيلية موجود في محتوى هذه العناوين جميعها، جاءت إمكانية إثبات الافتراض الرابع في آخر كل فصل، أي في الحديث عن نقاط الضعف والمشكلات.
وتحرص هذه الدراسة، من الناحية المنهجية، على التقيد بأصول البحث العلمي في المعالجة: عرضاً وتحليلاً وتوثيقاً، وتسترشد بالأسس التي تستند إليها فروع العلوم الاجتماعية ذات الصلة، وعلى نحو خاص، علم الاجتماع السياسي وعلم اجتماع المعرفة، وتتوخى ضمناً التزام الموضوعية والابتعاد عن الصور النمطية والأحكام المسبقة أو الجاهزة، والتركيز على الارتباط بين الجزئي وسياقه العام لدى تناول المتغيرات وتطورات موضوع البحث.
وفي سبيل رسم ملامح المشهد الراهن للصناعات العسكرية الإسرائيلية، تعتمد الدراسة، على المستوى التطبيقي، تكثيف المعطيات القديمة في حدود ما يخدم معرفة التجربة التاريخية، بينما تهتم أكثر بالمعلومات والتقديرات والتصورات الحديثة، وتتوسع فيها، مع التطرق أحياناً إلى آفاقها المستقبلية. ونظراً إلى طبيعة الموضوع المدروس، وضرورة اعتماد بيانات حديثة، يتمّ الاستناد بصورة رئيسية إلى معلومات مستقاة من المصادر والمراجع الإسرائيلية.