الشعر العربى المعاصر(أنشطار الذات وقتنة الذاكرة).

نبذة عن كتاب الشعر العربى المعاصر(أنشطار الذات وقتنة الذاكرة).

على الرغم من أن ظاهرة استلهام التراث وتوظيفه في الشعر أخذت هذه المكانة إبداعياً فإن اهتمام الدراسين بها في ميدان الدراسات النقدية الحديثة لم يتناسب مع حجمها، لهذا كانت الظاهرة في حاجة إلى دراستها دراسة وافية تقف على عناصر التراث ومعطياته مجتمعة، تتناسب مع حضورها على خريطة الشعر العربي المعاصر في مصر وتقف على علاقة الشعراء- في الحقبة المعنية بالدراسة في الفترة (1967- 1994)- بتراثهم على امتداد الأجيال اللاحقة لجيل الرواد، وتؤكد أن الشعراء في تلك الحقبة. على اختلاف اتجاهتهم وميولهم- ينهلون من تراثهم بطريقة حرة مبدعة، وتؤكد صلتهم العميقة وعلاقاتهم به، واستغلالهم لكل عناصر التراث ومعطياته، وقعت الدراسة في أربعة فصول ومقدمة وخاتمة جاءت كالتالي: (الأول منها: تحت عنوان “التراث من المفهوم إلى الموقف” عرض البحث فيه لمفهوم التراث لغة واصطلاحاً ثم درس “التراث بين الرفض والقبول” حتى يقف القارئ على العلاقة الصحيحة مع التراث، من خلال أراء الأدباء والمفكرين والنقاد ومواقفهم، أما الفصل الثاني: فدرس وقد عرضت الدراسة فيه الشخصية وفضاء الرؤية لأنواع الشخصيات التراثية ودلالتها من خلال مصادرها، كما درس في الفصل نفسه تجليات توظيف الشخصيات التراثية في المساحات النصية. وأشكال استخدامها بوصفها “إشارة عابرة”، والشخصية للقصيدة: “والشخصية بوصفها ديواناً”، واختتم الدراسة دراسته للشخصية من خلال طرق التعامل مع الشخصية من الناحية الفنية، وأساليب تناول الشعراء المعاصرين لها، والفصل الثالث “الحدث وانشطار الذات” درس الحدث بوصفه عنصراً من عناصر التراث، على الرغم من أن هناك امتزاجاً وتداخلاً بين الشخصية والحدث، واختتم الفصل الثالث بتناول أنماط استدعاء الحدث بوصفه “حدثاً إشارياً” و”الحدث مقطعاً”، و”الحدث القصيدة”، وأخيراً “الحدث ديواناً”، أما الفصل الرابع “النص وتحولات الاشتباك” فقد عرض لمفهوم التناص، ثم درس توظيف النصوص من خلال مصادرها وأنواعها، وكذلك عرضت الدراسة لتوظيف الأدوات الفنية التراثية.