نبذة عن كتاب السياسة المعاصرة في العالم الثالث ودور الأحزاب السياسية والحركات الإجتماعية للنهوض بالتنمية
هذا كتاب بمثابة موسوعة مصغرة عن العالم الثالث اليوم، عن نظريات التفسير والتغيير المتعلقة به، وكذلك عن التطورات الأساسية الجارية فيه.
وهو بمثابة موسوعة، غير أنه لا ينظم مادة موضوعه في مداخل مرتبة ألفبائياً، وما يجعله أقرب ما يكون إلى الموسوعة هو أنه يشمل بالبحث التفصيلي الجوانب الأكثر أساسية في نظريات وممارسات واتجاهات وأقدار البلدان النامية أو الأقل نمواً أو المتخلفة، وفقاً لتسميات متعددة لنظريات متعددة لنفس العالم.
وبين سؤاليْ: ما المقصود بالعالم الثالث؟ وما فُرَص التغيير أمامه؟ لا يكاد الكتاب يترك أي ظاهرة مهمة خارج بحثه، وتتقاطع هذه الظواهروتتداخل، أيْ أن الكتاب عندما يبحث ظاهرة من ظواهر بلدان العالم الثالث إنما يبحثها من كل أبعادها، وبالأخص في علاقاتها العميقة والمتنوعة مع كل الظواهر الأخرى.
وعلى سبيل المثال: فإنه يجري بحث البيروقراطية بمختلف أبعادها: البيروقراطية بوصفها جهاز الدولة الإداري، والبيروقراطية كطبقة حاكمة، والبيروقراطية والديمقراطية.
وعندما يبحث التفريعات والتنويعات المتعددة لهذه الجوانب في علاقاتها المعقدة مع مختلف جوانب كل ظاهرة أخرى سنجد أن الهدف يتمثل دائماً في الإلمام الواضح بعلاقة أساسيات وتفاصيل كل ظاهرة بأساسيات وتفاصيل كل ظاهرة أخرى.
ومن هنا فإن هذا الكتاب سيكون بالغ الفائدة للدارس الأكاديمي للعلوم السياسية، ولكنْ أيضاً للسياسيَّين والنشطاء ومناضلي مختلف الأحزاب والحركات والمنظمات الطامحة إلى التغيير، وبدلاً من ضيق الأفق القومي الذي يحصر أصحابه في النظر من الزاوية المصرية أو العربية لكل ظاهرة سياسية يضع الكتاب أمام القارئ المصري أو العربي تجربة أوسع، ذلك أن العالم العربي أو الشرق الأوسط جزء لا يتجزأ، كما يقال، من العالم الثالث، مهما تعددت خصوصياته.
وبدلاً من الشوفينية المنكرة التي قد تقدَّم لنا تصورات وردية عن أنفسنا تتناقض تماماً مع أوضاعنا الحقيقية، وكذلك بدلاً من جلد الذات باعتبار أن العرب هبطوا إلى الحضيض بسبب خصائص ملازمة لهم قومياً أو ثقافياً، وكذلك بدلاً من التصورات الساذجة التي مؤداها أن العرب والمسلمين مستهدفون بوصفهم كذلك، أيْ بدلاً من عنصرية تمجيد الذات برفعها فوق كل الأمم الأخرى أو عنصرية احتقار الذات “ذلك أن كلاً من تمجيد الذات واحتقار الذات عنصرية مقيتة”، بدلاً من كل هذا، وبدلاً من سلبيات فكرية أخرى يجذبنا الكتاب إلى تجربة أوسع، ونظرة أوسع إلى كلَّ من التفسير والتغيير في عالم أوسع ينتمي إليه العرب والمسلمون، أيْ العالم الثالث الذي تتعدد خصوصياته ذات الكثرة الهائلة، ولكنْ تشترك كل بلدانه في تجربة الاستعمار الكولونيالي والاستعمار الجديد والإمبريالية، مع أن هذه العلاقة الاستعمارية والإمبريالية، رغم أنها واحدة في جوهرها، تمثل كثرة هائلة بدورها من الخصوصيات التي هي محصلة لطبيعة وخصائص ونظريات البلد الاستعماري “إنجلترا، فرنسا، إسبانيا، البرتغال، هولندا، بلجيكا، إيطاليا، ألمانيا، إلخ..” في المرحلة الكولونيالية، مع إضافة الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي السابق في مرحلة الاستعمار الجديد، وطبيعة وخصائص وثقافة كل بلد من بلدان العالم الثالث خضع للاستعمار أو شبه الاستعمار، عندما كان البلد المعني مستعمَرة، وللاستعمار الجديد عندما صار البلد المعني مستقلاً بالمعنى القانوني الدولي، وبالمعنى الدستوري، بعيداً عن الاستقلال الحقيقي الاقتصادي والسياسي.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.