نبذة عن كتاب السلام الصليبي
هذا التحليل المثير لجذور صنع السلم في العالم الغربي يسلط الضوء على النضالات في سبيل السلم خلال أوج وأواخر العصور الوسطى, ويبين أهميتها بالنسبة لتفكيرنا المعاصر في السلم. ويتتبع ماستناك السبل التي تمكنت بها حركات السلم الساعية, في القرن الحادي عشر, إلى إنهاء العنف فيما بين المسيحيين من صياغة ليس فقط هياكل السلطة داخل الجماعة المسيحية وإنما أيضاً علاقة العالم المسيحي الغربي بالعالم الخارجي. فتوحيد المجتمع المسيحي تحت راية “السلام المقدس” قد عجل بانقسام رئيسي بين العالمين المسيحي وغير المسيحي, وأدى السلام المنشود فيما بين المسيحيين إلى حرب مقدسة ضد غير المسيحيين.
وإذ يتتبع ماستناك الأفكار والأحداث التي أدت إلى الحملة الصليبية الأولى, يبين من جديد كيف جرى تصوير المسلمين على أنهم عدو المسيحية من خلال الآليات الأيديولوجية عينها التي وحدت المجتمع المسيحي في الإخاء والسلم. وهو يتناول عمل شخصيات فكرية وروحية بارزة في القرنين الثاني عشر والثالث عشر.
وفي النهاية يستكشف ماستناك أفول الجماعة المسيحية, ليس بسبب انبثاق الممالك والقوى الإقليمية بحد ذاته, وإنما نتيجة للأطماع العالمية التي خامرتها.
والحال أن رؤية ماستناك النافذة إلى السلم والحرب في العصر الوسيط إنما تسلط الضوء على مشكلات صنع السلم في عالمنا المعاصر, حيث اعتدنا كلنا تماماً على رؤية دور العنف في إعادة هيكلة السلطة. وسوف يكتشف قراء هذا الكتاب أهمية النظر إلى السلام ليس بوصفه مجرد قيمة أخلاقية لا جدال فيها وإنما أيضاً باعتبارها مسألة محورية من مسائل السلطة, أي بوصفها وسيلة إلى جانب كونه غاية.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.