نبذة عن كتاب الذاكرة التاريخية “نحو وعي استراتيجي بالتاريخ”
فى هذه اللحظة التاريخية التى يتصاعد فيها صدى التحولات العالمية حتى يصم الآذان.. وتغيب الأحلام, وتنبعث من تحت الركام التاريخى الطويل أمتنا, عارية الصدر فى وجه تحديات جسام وأمم تتسابق لتحصيل أسباب المنعة والقوة والتفوق…
ورغم أن المشهد يبدو قاتما للوهلة الأولى فإن المدرك لحركة التاريخ يعلم أن فجر كل نهضة يسبقه ليل طويل, وكما انطلقت أمم الأرض جميعها تنطلق أمتنا اليوم, وهى لاشك قادرة على تحصيل أسباب القوة والمنعة ولو بعد حين… تلك هى الآمال والأحلام, لذافإننا نتقدم بمشروع النهضة لنجيب على التساؤلات ونحدد الاحتياجات ونبعث الأمل.المادة التاريخية يتم التعامل معها كمادة أكاديمية. وفي أحسن الأحوال تؤخذ منها الدروس والعبر المغلوطة والمبتسرة والمقتطعة من سياقها التاريخي. ونحن نرى أهمية نفض الغبار عن هذه المادة التاريخية، والانتقال بها من رفوف المكتبات وعقول المؤرخين إلى ميادين الصراع والتدافع وعقول الاستراتيجيين. فالتارخ هو مخزن الاستراتيجية الذي لا ينضب. إن إتقان التعامل مع المادة التاريخية لتصبح أداة من أدوات العاملين للنهضة -تعينهم في التفسير والشرح والتنبؤ- هو من الضروريات وليس من الحاجيات أو التحسينيات. وانطلاقاً من هذه الرؤية تم التعامل مع المادة التاريخية. لذلك فإن القارئ سيلحظ أن المادة مصاغة بشكل أشبه ما يكون بالدورة الحية، تجنبنا فيها الشكل السردي الصرف. كما أنها مصاغة لتكون أداة عمل وليست ثقافة مجردة.
إن هذا الكتاب خطوة هامة على طريق الانتفاع بالعلوم الإنسانية وتحويلها لأدوات تدفع عنا غائلة الخصوم في هذا العالم المتدافع. وهو لبنة في بناء الشخصية التي تستطيع التصدي للحرب النفسية والإعلام الموجه. كما أنه -إذا أحسن التعامل معه- يمكن استخدامه في الدعاية المضادة لينتقل بك من مقعد المتفرج والمفعول به إلى الفاعل.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.