الداء والدواء

نبذة عن كتاب الداء والدواء

قال ابن الأثير رحمه الله تعالى: “إن شرف العلوم يتفاوت بشرف مدلولها، وقدرها يعظم بعظم محصولها، ولا خلاف عند ذوى البصائر أن أجلها ما كانت الفائدة فيه أعلم، والنفع به أتم، والسعادة باقتنائه أدوم، والإنسان بتحصيله ألزم، كعلم الشريعة الذى هو طريق السعادة إلى دار البقاء…”.
والكتاب الذي بين أيدينا “الجواب الكافى لمن سأل عن الدواء الشافى” المسمى ب “الداء والدواء” للإمام العلامة المحدث الفقيه شمس الدين ابن قيم الجوزيه المولود عام 691هـ والمتوفى 751 رحمه الله تعالى: من الكتب الهامة المفيدة التى تنير القلوب، وتهذب النفوس، وتأخذ بيد السالك لأقوم طريق لسعادة الدنيا والآخرة.
فقد عالج فيه الإمام ابن القيم- رحمه الله تعالى- أمراض القلوب وقام بتشخيصها، ووضع لها الدواء اللازم من الكتاب والسنة وآثار السلف الصالح، بأسلوب سهل قريب واضح.
كما نبه فيه أيضا على أهمية الدعاء, وشروطه، وآثاره، وأوقات الإجابة، وعلاقته بالقدر… كما تكلم فيه أيضا عن الأسباب ومغالطة النفس حولها… وعن الاغترار بالله وبالفهم الفاسد للقرآن والسنة، وحسن الظن بالله… كما تكلم أيضا عن المحبة وأقسامها وبيان الممدوح منها والمذموم… فجاء كتابا حافلا نافعا، فيه من الفوائد والفرائد التى قل أن توجد فى كتاب غيره.
لذلك ساهمت فى إعادة نشره لعموم نفعه، فقمت بعزو آياته الكريمة وتخريجها من مواضعها من المصحف الشريف، وتخريج أحاديثه النبوية الشريفة وعزوها إلى مصادرها التى ذكرها المصنف رحمه الله تعالى من كتب السنة المطهرة على وجه الاختصار، وربما أزيد فى تخريجه لحاجة تدعو لذلك، وإن كان الحديث فى البخارى ومسلم، أو فى أحدهما اقتصرت عليه نظرا لصحتهما، كما قمت بشرح غريب ألفاظه، والتعليق عليه حسب مايلزم ويقتضيه المقام، كما قمت بعمل ترجمة للمؤلف بين يدي الكتاب للتعريف به.