نبذة عن كتاب الحل الجراحى: تاريخ التعقيم الإجبارى فى الولايات المتحدة
خلال العقود الستة الأولى من القرن العشرين، عقم اكثر من ستين ألف شخص متخلف عقلياً أو مريض عقلياً لأسباب يوجينية، وكان معظمهم من نزلاء مؤسسات كبرى بالولايات، لابد وان يقر حتى من يكونون أصحاب أكثر الآراء لطفاً ومجاملة لبرامج التعقيم، بأنه فى أحسن الأحوال لم يكن من وافقوا على إجراء الجراحة إلا عدد صغير جداً من هؤلاء الناس، ففى الواقع أن هناك المئات وربما الآلاف من الناس، ومعظمهم من النساء، لم يخبرهم أحد بأنهم قد عقموا، ومما يلفت النظر ما بلغه عدد “عمليات استئصال الزائدة الدودية” التى اُجريت فى بعض ملاجئ الولايات للمتخلفين فى العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضى.
أما اليوم، فإن تقريراً عن تعقيم شخص معاق واحد إجبارياً، سيثير اهتماماً كبيراً من قبل كل من الصحف والمحاكم، الواضح أن الكثير قد تغير.
شرعت لأوثق وأعيد بناء وصف كامل لتقدم وتراجع برامج التعقيم اليوجينى فى الولايات المتحدة، كيف نشأت هذه البرامج؟ ماذا كان يقلق المشرعين فى الولايات الكثيرة التى أقرت قوانين للتعقيم؟ من الذين شكلوا رواق ضغط على الهيئات التشريعية؟ من الذين أعدوا مشروعات القوانين؟ وبعدما تسن القوانين، من كان يرسم برامج التنفيذ؟ ماذا كانت معايير التعقيم؟ وهل تغيرت المعايير مع الوقت؟ وهل كانت ثمة اختلافات مهمة فى تشغيل هذه البرامج؟ وهل تفاوتت وفقاً للمؤسسة أو الولاية أو الإقليم؟ وما الذى ادى إلى توسيع هذه البرامج؟
لو اقيمت ببساطة برامج التعقيم وفقاً لعدد من عقموا كل عام، سنجد أنها قد بلغت ذروتها فى نهاية الثلاثينيات من القرن العشرين، ثم بعد ذلك دخلت فترة انحسار بطيئة وطويلة تخللها نشاط متزايد فى منطقة جغرافية واحدة على الأقل، فما الذى تسبب فى الانحسار؟ ولماذا استمرت برامج التعقيم (على عكس التأكيدات الكثيرة) طويلاً بعد الحرب العالمية الثانية؟ وهل لا يزال المعاقون يعقمون حتى الآن؟
تمكنت من الإجابة عن بعض الأسئلة، وعرفت على طول الطريق أن كرامة المرضى عقلياً والمتخلفين عقلياً قد تم تجاهلها على نحو نظامى لعقود كثيرة فى الولايات المتحدة، كما أن هذا الكتاب الذى يدعم بالوثائق تاريخاً محزناً عن إساءة معاملة الدولة للمتخلفين وغيرهم، يوضح أيضاً إلى أى مدى نضج مفهوم الإستقلال الشخصى فى مجتمعنا.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.