نبذة عن كتاب الجزاءات الدولية في الشريعة الإسلامية بين الفكر والممارسة
إن الفقه عامة يعتبر الجزاء ركن هام للقاعدة القانونية عامة ولا يمكن لهذه الأخيرة أن يكون لها وجود في واقع الحياة القانونية دون توافر ركن الجزاء للقاعدة القانونية، ثم أن الجزاء يعد أحد وظائف الدولة وأحد مظاهر ممارسة سيادتها على الأفراد أو الجماعات الخاضعين لها. ثم أن الجزاء يعد تعبيراً عن وجود العدالة والمساواة داخل المجتمع ثم أن الجزاء يمثل أادة الردع الوحيدة تجاه الخارجين عن القانون أو الذين يريدون الخروج عليه. وهو على المستوى الدولي أداة ضبط النفس وسياسة الردع وعامل تحقيق وتطبيق القانون الدولي وسوف تبرز أهيمة هذا الموضوع عند التعرض لخصائص ووظائف هذه الظاهرة.
ويكفي أن نشير إلى الخلاف الدائر بين فقهاء القانون الدولي حول مدى توافر هذا الركن في القاعدة القانونية الدولية على مستوى القانون الوضعي والذي لا نظير له في مجال الشريعة الإسلامية والذي مفاده- هذا الخلاف- أن القانون الدولي يفتقر إلى صفة القانونية أو الوضعية لأنه يفتقر إلى عنصر الجزاء في القاعدة القانونية الدولية، فالقانون الدولي لا يعدو أن يكون مجموعة قواعد مجاملات تعافت وتواضعت الدول على اتباعها في بعض الأحيان ولكنها تفتقر إلى عنصر الجزاء لذلك فهو ليس بقانون في حين يرفض الفقه الدولي هذا الزعم ويرى أن القانون الدولي قانون بالمعنى الفني الدقيق وأن القاعدة القانونية الدولية تقترن بجزاء ويطبق في واقع الحياة الدولية. من هنا تراكمت العديد من الدوافع الموضوعية والواقعية و الشخصية لدى عقل وفكر الباحث حول هذا الموضوع، وسوف نتناول هذا من خلال مبحث تمهيدي وفصلين، في المبحث التمهيدي نعرض لفكرة الجزاء في القانون الإسلامي الداخلي. ونتناول في الفصل الأول من هذا الكتاب موضوع الجوانب القانونية لفكرة الجزاء الدولي في الشريعة الإسلامية. ثم نتناول في الفصل الثاني موضوع الممارسة التطبيقية للجزاءات الدولية في الإسلام.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.