نبذة عن كتاب البرق الوامض في شرح يائية ابن الفارض
ألف السيوطي في التصوف، وتحدث عن أشهر أعلامه، ومع ذلك كان حسن الاعتقاد، ذاهبًا طريق أهل السنة والجماعة، فقد عرف التصوف بقوله: “إن التصوف في نفسه علم شريف، وإن مداره على اتباع السنة وترك البدع، والتبري من النفس وعوائدها وحظوظها وأغراضها ومراداتها واختياراتها، والتسليم لله، والرضى به وبقضائه، وطلب محبته، واحتقار ما سواه، وعلمت أيضًا أنه قد كثر فيه الدخيل من قوم تشبهوا بأهله وليسوا منهم، فأدخلوا فيه ما ليس منه، فأدى ذلك إلى إساءة الظن بالجميع، فوجه أهل العلم للتمييز بين الصنفين، ليعلم أهل الحق من أهل الباطل، وقد تأملت الأمور التي أنكرها أئمة الشرع على الصوفية فلم أر صوفيًا محققًا يقول بشئ منها، وإنما يقول بها أهل البدع والغلاة الذين ادعوا أنهم صوفية، وليسوا منهم”
وقد ابتعد في شرحه ليائيه ابن الفارض عن ذكر إشارات المتصوفة ورموزهم، واكتفى بذكر القضايا النحوية واللغوية والبديعية، وحدد أن هذا الشرح “يبين ما حوته من لغة وإعراب وبيدع وجناس وضرب أمثال واقتباس، ولم ألم فيه بذكر شئ من إشارات القوم اعترافًا بالقصور عن إدراك مقاصدهم، وهضمًا لنفسي عن ادعاء الشرب من مواردهم” وهو بهذا ابتعد عن القدح في ابن الفارش الذي اتهم بالإيمان بالوحدة والحلول على نهج ابن عربي بل إنه دافع عن ابن الفارض في كتاب سماه “قمع المعارض في نصرة ابن الفارض”.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.