البحر يقرأ طالعى “قصائد ولوحات”


غلاف كتاب البحر يقرأ طالعى “قصائد ولوحات”

نبذة عن كتاب البحر يقرأ طالعى “قصائد ولوحات”

نظرت إلى اللوحة؛ كانت زرقاء حد البوح، ولا تجسد أكثر من صورة لامرأة ورجل..آدم وحواء! تأملتها بصمت طويل.. ولم أعد أدري من أي مغارة منسية إنبجس دمعي نقياً سخيناً، فبلل روحي وغسل الجوانج من ألمها، وداعب بدفئه معان انسانية سحيقة كنت قد نسيتها في داخلي.
ترتبك بان فتقول ممازحة: لقد إعتدنا أن نبكي تأثراً بقصيدة نسمعها منك في امسية شعرية، ولم أفكر مرة بما يمكن أن يكون شعورك أزاء من يبكي! ولكن يا إلهي! أن أرسم لوحة ويبكي الجمهور؟ لا.. هذا شعور جديد عليّ!.. لماذا تبكين؟
واجيب: لأنها رائعة! ولأنني سعيدة بلك جداً لأنك استطعت أن ترسمي، أما أنا فلم أعد استطيع أن اكتب! أرجوك.. دعيني أعلقها هنا أمامي.. اريدها معي ولو ليلة واحدة.
وكان أن تبقى اللوحة أمامي طوال ذلك اليوم تكلمني وتحاكيني وأنا أروح وأجيء في البيت، وأخوض في تفاصيل يوم من كهرباء مقطوع، وماء متقطع ونشرات أخبار دموية وأصوات إنفجارات أو إطلاقات نارية عابرة في خارج لا يكف يشهر وجوده رغم أنف الإنسحاب، بينما تشخص أمامي حواء بزرقتها الفيروزية وآدمها، وتحدثني عن عالم آخر تماماً: عالم بكر إنساني نقي أنيق.
وإذ باتت اللوحة عندي تلك الليلة، لم أشعر الا وخيوط الفجر تداعب جفوني وأنا بعد متيقظة أكتب وأكتب! فقد أيقظت تلك اللوحة أربعة قصائد بدت وكأنها كانت مخبوءة في مجاهل روحي فأنبجست مثلما إنبجس الدمع.
وقلت في نفسي بفرح: لا بأس .. مازلت امتلك شيئاً من الشعر!
وبعد يومين جائتني بان قائلة: لوحة أخرى! فضحكت وقلت: ما بالك يا عزيزيتي؟ هذه أول مرة في حياتي أكتب شعراً بسبب لوحة.. هل تظنين بأن الأمر سهل؟ تعتقدين أنه من الممكن لي أن أعود واسطر القصائد من جديد فقط لأنك إستطعت أن ترسمي؟ لا أظن.. لقد عادرني الشعر وغادرته.. ولم يكن ما حدث قبل يومين سوى انفعال لحظي، أو حاجة لشيء من الجمال.
ولكنها علقت اللوحة وقالت: سنرى! وأيضاً باتت اللوحة عندي في تلك اليلة، وأيضاً.. ولدهشتي .. كتبت!..
وحتى تلك اللحظة، بدا لنا الأمر وكأنه مزحة، فلا هي كانت مقتنعة تماماً بما رسمت ولا كنت أنا اصدق بأن ما كتبته يمكن أن يكون شعراً. ورغم أنني كنت معجبة بعملها وكانت هي معجبة بكتابتي، إلا أننا كنا معاً نجد الأمر أشبه بمحاولة لإستعادة شيء مفقود، أو أنه أشبه بالإحماء الذي يسبق بدء العمل.
وبعد أيام، وإذ كنت منهمكنة في إنجاز عمل يوم ي روتيني، جاءت بان وقالت بإحباط: رسمت لوحة فاشلة جداً.
وقلت: ومن أين لك بأنها فاشلة؟
فقالت: أنا أجدها فاشلة!
فقلت: بإصرار: هاتها لنرى.
رفضت أول الأمر وأمام إصراري، عادت لتطلعني على اللوحة سراعاً وتمضي. ولم تكن أكثر من نظرة عابرة إلتقطتها من تلك اللوحة “التي قالت عنها فاشلة” حتى إستحال كل شيء حولي إلى شعر! وراحت الكلمات والصور تنهمر ببالي دون هوادة وأنا لا أقوى على صد سيلها الجارف، حتى تركتب عملي اليومي “الأرضي” على حاله وهرعت إلى ورقتي، وراح القلم ينوب عني بفعل الكتابة!

رمز الكتاب: egb151895-5162732 التصنيفات: , , الوسوم: , ,

Description

بيانات كتاب البحر يقرأ طالعى “قصائد ولوحات”

العنوان

البحر يقرأ طالعى “قصائد ولوحات”

المؤلف

ريم قيس قبة, بان قيس كبة

الناشر

مركز المحروسة للنشر والخدمات الصحفية والمعلومات

تاريخ النشر

12/07/2010

اللغة

عربي-إنكليزي

الحجم

25×23

عدد الصفحات

126

الطبعة

1

المجلدات

1

النوع

ورقي غلاف عادي

يحتوي على

صور/رسوم

المراجعات

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يراجع “البحر يقرأ طالعى “قصائد ولوحات””

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *