الباشا: محمد على الكبير بانى مصر الحديثة

نبذة عن كتاب الباشا: محمد على الكبير بانى مصر الحديثة

علي الرغم من عدم حصوله على شهادات أكاديمية، وعدم ذهابه إلى المدارس الحديثة لتلقى العلوم.. إلا أنه كان صاحب مشروع نهضة حقيقية تشمل كافة الأصعدة العسكرية والإقتصادية والتعليمية والسياسية، فكان حكمه نقطة فاصلة فى التاريخ الذى لم يعد بعده كما كان قبله.. هذا هو “محمد على باشا” الذى جاء إلى مصر وهى ترزح فى أغلال الظلام والجهل و صراعات السلطة البغيضة بين المماليك والدولة العثمانية، فحولها إلى دولة حديثة ذات جيش يعد من أقوى جيوش العالم.. تمتد أطرافها جنوباً إلى السودان وتضم الأراضى السورية فى الشمال. إنه رجل غير عادى يستحق أن يكتب عنه ويبحث فى أوراق التاريخ عما يبوح به عنه.. هكذا فعل الأستاذ “مؤمن المحمدى” الذى قدم لنا دراسة تاريخية تبتعد تماماً عن التعصب الأعمى والإنحياز.. فقد تتبع مسيرته منذ مولده وحتى وفاته، مقدماً وجهات النظر المختلفة حول أى نقطة يشوبها أكثر من رأى.. يذكر لنا أحداثاً وتفاصيلاً لم نعييها جيداً من قبل ويبين لنا ملامح ذلك المشروع التنموى فى المجال الزراعى والصناعى و العسكرى والتعليمي ويفصل لنا ما أجمل ويشرح ما غمض.. بل يروى كثيراً من التفاصيل عن بعض الشخصيات التى كان لها أكبر الأثر فى تاريخ “محمد على باشا” حتى يلم القارئ بما يحتاجه للخروج بصورة غير ناقصة عن ذلك الرجل الذى اختلف الكثيرون فى تاريخه ولكنهم أبداً لم يختلفوا فى أهميته.قد تكره علي باشا، قد ترفضه وترفض أفكاره، قد تراه محتلًا على خلفية أنه لم يكن مصريًا، قد تعتبره مجرمًا قاتلًا، وقد تعتبره مجرمًا قاتلًا، وقد تتخذ منه موقفًا لاعتبارات أيدلوجية كما يفعل الوهابيون الذين حاربهم محمد علي وانتصر عليهم، أو كما يفعل القوميون الذي لا يريدون أن يزاحم عبد الناصر على لقب باني مصر الحديثة أحد من الزعماء، قد تكون ليبراليًا من المؤمنين بمفاهيم الغرب حول حقوق الإنسان والحرية وما إلى ذلك فتعتبره ديكتاتورًا ظلم شعبه واحتكر الزراعة والصناعة وأدى بشعبه إلى الهلاك.
قد تكون كل هذا وأكثر، وبالطبع فإن كل هذا من حقك، ومن ذا الذي يدعى أنه يمتلك اليقين أو الحقيقة المطلقة. غير أنك، مهما كنت، لا يمكنك تجاهل أن هذا البلد (مصر) قد عرف المدينة الحديثة من خلال هذا الرجل. ولذلك فكرنا في هذا الكتاب، سنحاول أن نلقي الضوء على سيرة الرجل الذي بنى مصر الحديثة، بناها على صواب أو على خطأ. على حق أم على باطل. كل هذه التقييمات سنتركها لك، علينا أن تصل إليك المعلومة، وعليك أن تقرر ماذا تفعل بها، فإلى سيرة الرجل العملاق.