الإعلام والمؤسسة العسكرية


نبذة عن كتاب الإعلام والمؤسسة العسكرية

في أوائل عام 1991 تسمّر مشاهدو التلفزيون في أماكنهم وهم يرون صور حرب الخليج الثانية وهي تتطور، صواريخ كروز ترعد في السماء بعد قذفها من منصات إطلاق الصواريخ في السفن الحربية، وتجد كاميرات الفيديو المثبتة في مدافع الأسلحة الموجهة بأشعة الليزر أهدافها، وأصوات الطيارين المشتبكين في معارك جوية تسمع كالفرقعة، وتعبر أرتال مدرعات الحلفاء المنتصرين أرضاً تحيط بها حقول النفط المشتعلة. لم يكن هناك شخص في مرمى البصر حتى إن ما يجري يكاد يكون حرباً لم ترق فيها دماء. إن الشريط السينمائي الذي يحوي هذه المناظر قد حفظ في ملف ليقفل تاريخ حرب الخليج الثانية، ولكنه ليس سجلاً كاملاً. فالنظام العسكري لإدارة وسائل الإعلام يمنع فاعلية سرد القصة الحقيقية، ففي أيار/مايو 1991 عندما اتضح المدى الحقيقي للتلاعب بأجهزة الإعلام، تحركت الجمعية الأمريكية لمحرري الصحف لتصف الطريقة التي تعاملت بها المؤسسة العسكرية مع وسائل الإعلام في حرب الخليج الثانية قائلة إنها “… إهانة دولية لمهنة الصحافة”.
يتناول هذا الكتاب العلاقة المتوترة بين الدور المتصور لوسائل الإعلام في خدمة الحق العام الذي يتمثل في معرفة الناس ما يجري في وقت الحرب، من جانب، وواجب هذه الوسائل في مراعاة قيود “أمن العلميات” التي تطالب بها المؤسسة العسكرية في الديمقراطيات الليبرالية من الجانب الآخر. ويتابع الكتاب تطور الصحافة الحربية من القرم في خسمينيات القرن التاسع عشر إلى العملية هجوم الصحراء في أيلول/سبتمبر 1996م.لفت النجاح المذهل الذي حققته قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأميركية في حرب الخليج الثانية عام 1991 انتباه العالم، فقد كان المشهد الذي عرضته أجهزة الإعلام يظهر أسلحة فائقة التقنية، ويبدو أنه لا سبيل غلى صدها، أما الآن فقد ظهرت صورة مختلفة وأكثر إثارة للقلق، فهناك مزاعم عن معارك لم تتم تغطيتها على الإطلاق، ومزاعم أخرى تفيد أن نجاح أسلحة التقنية الفائقة التي لعبت دوراً رئيسياً في رسم الصورة الإعلامية للحرب قد تم تضخيمه إلى حد بعيد. كما توجد حالياً أدلة قوية على أن الإعلام قد تم التلاعب به بدرجة لم تعرف من قبل في أنظمة ديمقراطية ليبرالية غربية. لقد تم تهميش دور الإعلام ومنه من المشاركة الفعالة في رصد ما يدور بالفعل في مسرح العمليات وقد تحقق ذلك عن طريق نموذج للسيطرة تم إعداده جيداً بحيث يسمح للمؤسسة العسكرية والحكومة بكسب التأييد الجماهيري، والذي يتصف بأهمية كبرى خاصة في وقت الحرب.
يحلل هذا الكتاب نمط العداء الراسخ والطويل المدى بين المؤسسة العسكرية والإعلام منذ منتصف القرن التاسع عشر وحتى أواخر القرن العشرين، ويصل إلى استنتاج مهم مفاده أن نظام المؤسسة العسكرية للتلاعب بالإعلام الذي نشأ في حرب الفوكلاند، وتم اختباره في حملة جرينادا، ثم صقل في حملة بنما، واستخدم على أكمل وجه في حرب الخليج الثانية، سوف يكون هو الأسلوب المتبع مستقبلاً ما لا يصر الجمهور على وجود إعلام فعال وقادر على مواجهة المؤسسة العسكرية بشكل مباشر.

Description

بيانات كتاب الإعلام والمؤسسة العسكرية

العنوان

الإعلام والمؤسسة العسكرية

المؤلف

بيتر يونج, بيتر جيسر

الناشر

مركز الإمارات للدراسات والبحوث

تاريخ النشر

01/01/2003

اللغة

عربي

الحجم

24×17

الطبعة

1

المجلدات

1

النوع

ورقي غلاف كرتوني

المراجعات

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يراجع “الإعلام والمؤسسة العسكرية”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *