نبذة عن كتاب الأربعون حديثا في الدعوة والدعاة
لقد اخترت هذه الأحاديث الأربعين وجمعتها جريًا على سنن المحدثين في إفراد أربعين حديثًا في “جزء” ما، على نسق معين، لا عملًا بما ورد في كثير من الكتب على لسان النبي (صلى الله عليه وسلم): “من حفظ على أمتي أربعين حديثًا من سنتي، أدخلته يوم القيامة في شفاعتي”!! فهذا حديث رواه، طرقة تدور كلها إما على متروك أو كذاب! وهذه الأحاديث الأربعون تبين- على وجه الاختصار- منهج محكم متين، لا مجال فيه للآراء الشخصية، أو التجارب الذاتية، أو النزعات النفسية!
ومن أكبر الدوافع التي جعلتني أصنف هذه الرسالة الوجيزة: غفلة كثير من المتصدرين للدعوة عن هدي النبي (صلى الله عليه وسلم) فيها، فتراهم يستحسون أشياء عدة، فيها مخالفة صريحة للهدي النبوي الصحيح. وهذا كله مصداق قوله (صلى اللله عليه وسلم): “قد تركتكم على البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك”.
ولقد حرصت في أبي هذه الأحاديث على تخريجها تخريجًا علميًا على نهج طريقة أهل الحديث، ووفق سبيلهم السوي المتين في دراسة الأسانيد والحكم عليها بما تقتضيه الصناعة الحديثية، وراعيًا في ذلك الاختصار وعدم التطويل.
وأما متون الأحاديث فقد جهدت في انتقائها، وتأنيت في تبويبها، ولم أكتب من كلامي إلا ما لابد منه لربط الأحاديث كسلسلة متصلة الحلقات، لا تنفصم إحداها عن الأخرى.
وليس بخاف أن هذه الأحاديث الأربعين لو أخذت بالشرح والتفصيل، والبيان والتطويل، لوقع كتابنا هذا في مجلدة لطيفة، ولعل ذلك كائن- إن قدر الله- فيما نستقبل من الزمان، إن كان في العمر فسحة، وفي الوقت سعة.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.