الأدب المقارن ” أصوله وتطوره ومناهجه “

نبذة عن كتاب الأدب المقارن ” أصوله وتطوره ومناهجه “

هذا كتاب أتعبني كثيرًا، ومؤكد أن قارئه سوف يتعب معي، إذ كان علي أن أطوف بأركان الدنيا بحثًا وراء الأدباء من كل الطبقات، عظامًا ومتوسطين ولا شيء، والرحالة والمؤلفين، والأنواع الأدبية، والمذاهب النقدية، في لغات عديدة، وأسماء لا تنتهي، سهلة النطق تارة، ومزعجة تارة أخرى، وعلى امتداد مساحة من الزمان تتجاوز آلاف الأعوام، ومع ذلك أحسست وأنا أعاني كتابته بلذة لا تعدلها لذة، ومتاع لا يعدله متاع، وأثق أن متعة القارئ لن تقل عن متعتي بحال.
كان وراء تأليفه الرغبة في أن نتقدم خطوة بعمل عظيم قام به المرحوم الدكتور محمد غنيمي هلال منذ أكثر من خمسة وثلاثين عامًا، لنقدم تصورًا جديدًا متكاملًا لعلم الأدب المقارن في ضوء المتغيرات التي أصابت عصرنا، والإفادة من تفجر المعرفة حولنا، وأن نلحق بالركب العالمي في هذا المجال.
سوف يلحظ القارئ أن الأمثلة الأوربية كثيرة، أكثر مثلًا من الأمثلة الإسلامية، وهو امر يؤسف له، ولم يكن بوسعي التغلب عليه، لأن آداب الشعوب الإسلامية في جملتها مجهولة لنا تمامًا، باستثناء شذرات لا تغني شيئًا في مجال الأدب المقارن قد ترجمت من الفارسية أو التركية أو الأوردية، وأما بقية الشعوب الإسلامية والأسيوية والأفريقية فآدابها مجهولة لنا تمامًا.
ولهذا أثرت أن تكون أمثلتي من الأعمال الأوربية المترجمة إلى اللغة العربية مما أمكن، ليتاح للراغب من التوثيق والتوسع وتكوين رأي ذاتي أن يعود إليها. وجعلته مرتبًا في الفصول التالية: أصول بعيدة، الخطوات الأولى، شيء من التاريخ، ماهية الأدب المقارن، مجالات البحث في الأدب المقارن، الموضوعات والمواقف والبواعث، النماذج الإنسانية، تعصير الأدب، الأنواع الأدبية، الأنواع الشعرية، أنواع النثر، التأثيرات المتبادلة بين الفنون، الأدب العام، الأدب العالمي، عدة الباحث المقارن.