نبذة عن كتاب إتحاد عاصفة الفكر – الدلالات والتحديات
إن عاصفة الحزم تُعَدُّ بحق زلزالاً استراتيجياً؛ لإيقاف المد الإيراني الخطير، وإصلاح ما اعوجّ في التحولات الإقليمية والدولية للنظام العربي، وكانت بداية صائبة، ولا تزال؛ للرد على الضغوط التي تواجه المنطقة. ثم إن هذه العاصفة هي إيذان بضرورة تبنّي عاصفة استراتيجية أخرى، هي عاصفة فكرية بالدرجة الأولى، تستلزم منا تحالفاً فكرياً لبلورة استراتيجية تُخرج الأمة من أزماتها، وتتجاوز معضلات البناء التنموي والنهضوي والوحدوي في إطار عقلانية تسيِّر الهياكل السياسية ومؤسساتها وتحكم العقليات وأنماط السلوك أفراداً وجماعات؛ لنغيّر الواقع السياسي من لحظة التأزم والانسداد السياسي إلى لحظة النهوض وإقامة قواعد الأمن والاستقرار.
ويحتاج الوضع العربي إلى إصلاح عقلي شامل، إذ نحن بحاجة إلى رؤية جديدة يُنظَر إليها من زاوية عقلانية التنوير، والعقلانية الرشيدة والنقدية، فالأزمة شاملة تتعدى مفاهيم الأصالة والمعاصرة، والقديم والحديث، إننا نشهد عطالة العقل العربي الذي لا ينفع معه إلا علاج تشخيصي برهاني يتجه إلى عوامل السياسة والثقافة والوعي والإدراك المجتمعي والديني.
إن العاصفة الفكرية التي نحن في حاجة إليها اليوم، هي التي تكون مدفوعة بروح النقد والعقلانية الراشدة والتنويرية التي تتجاوز الصراعات والأسئلة الخاطئة والفاشلة والتقابلات العميقة، وهي التي توازن بين الرؤية الثابتة والرؤية المتحولة التي تشخّص وتؤثر في الذات، في نظرة تجمع بين التحليل والتركيب والنقد والإصلاح والمنهج والرؤية؛ وذلك لبناء نظام عقلاني تنويري عربي جديد، ونظام معرفي يبعث الحياة في العقل العربي. إن العاصفة الفكرية التي نحن في حاجة إليها اليوم هي التي تخلّص الذات من رواسب اللا عقلانية وتروّض الإنسان العربي على المفاهيم العقلانية.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.