نبذة عن كتاب أدونيس – المظاهر الشرقية لأسطورة إغريقية
استلهمت شخصية أدونيس الأسطورية العديد من الدراسات التاريخية والدينية، لما تمتعت به من تداخل عميق في الثقافتين اليونانية والفينيقية. لقد كان أدونيس إلهاً يونانياً – فينيقياً مشركاً. يظهر القالب الشعري الأسطوري لأدونيس وقد اتخذ من الشرق مكاناً له، فاستقطب فكره وأساطيره وتقاليده الدينية مبدعاً إياها بأسلوب يوناني.
مع تقدم الدراسات الفينيقية والإغريقية وتعمقها أكثر في طبيعة هذا الإله في الفكر الديني القديم، جاءت العديد من الدراسات التاريخية والدينية لتتقفى أثره في البحر المتوسط الذي كان يعج بالثقافتين اليونانية والفينيقية اللتين امتزجتا في كثر من الأحيان.
يعتبر هذا الكتاب أحد أهم الدراسات الأدونيسية في علم الأديان المقارن، فقد اعتمد على سلسلة من الدراسات السابقة التي تناولت أساطير الإله، ليتقفى من بعدها أثر العناصر الشرقية فيها مستفيضاً في تحليل أبعداها الدينية والاجتماعية والثقافية. يقدم البحث عرضاً مفصلاً لمختلف الروايات حول أسطورة أدونيس في المصادر الكلاسيكية القديمة ليبدأ بعدها بتحليل المظاهر الشرقية التي تجلت بوضوح في اسمه وتحدر أسلافه من الملوك الشرقين، وولادته الإعجازية من سفاح القربى، والبيئة الجغرافية الشرقية التي احتضت الرواية، ناهيك عن طبيعة الشخصية الأسطورية نفسها. كما خص الكاتب فصلاً كاملاً لدراسة عبادته في الرق، خاصة في مدينة جبيل وريفها الجبلي، حيث كُرس للإله معبد ضخم عند نبع أفقا الشهير، أحد أهم روافد نهر أدونيس الذي كان يتصبغ بلون أحمر، لون دم البطل في ذكرى موته السنوية.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.