آدم وإيفلين


نبذة عن كتاب آدم وإيفلين

يدخلنا عنوان هذه الرواية “آدم وإيفلين” على الفور إلى قصة بداية الخليقة، فـ”إيفلين” ليست على مستوى الإسم سوى “حواء”، التي تستعاد ضمن علاقة معاصرة تقوم على إستلهام اللحظات التي أدت إلى خروج “آدم” و”حواء” من الجنة لصناعة لحظة جديدة شديدة التشابك والتكثيف، وإن كانت وثيقة الصلة على المستويين الرمزي والمعرفي باللحظة التي يتحدث سفر التكوين عنها.
وقد إختار “إنجو شولتسه” لروايته لحظة تنتمي إلى لحظات الإنهيار الكبرى التي تنهار فيها سرديات وتتشكل فيها سرديات جديدة، وقد أطلق على هذا النوع من الروايات في ألمانيا روايات التحول Wenderoman وهي روايات يتقاطع زمنها الروائي مع سقوط جدار برلين وإعادة توحيد ألمانيا.
إختار “شولتسه”، وهو القادم مما كان يعرف بألمانيا الشرقية والمولود في مدينة دريسدن عام 1962، اختار عام 1989 وهو العام الذي شهدت أوروبا الشرقية فيه بداية التحولات والإنعطافات ليكون بمثابة الزمن الروائي لهذا العمل الصادر عام 2008.
تتحدث هذه الرواية عن خياط ومصمم أزياء نسائي ومصور يدعى “آدم”، في الحادية والثلاثين من العمر، يعيش في منزل خلفه له أبواه وتعيش معه صديقته إيفلين التي تصغره بعشر سنوات.
يعيش “آدم” شبه مستقل في تلك الدولة ذات النظام الإشتراكي الشمولي، فعمله يدر عليه مالاً كثيراً، وهو يتمتع بقدر معقول من الحرية، وهو يحب “إيلفلين” كثيراً، لكنه يقع في علاقات تشبه علاقة بجماليون بالتمثال الذي صنعه، فما يكاد آدم يخيط زياً لإمرأة من زبوناته حتى يقوم بالتقاط صور لها ويمنحها لقباً فنياً، فكأنه بذلك يحولها إلى كيان فني قام بصناعته، لكن تلك المخلوقات لا تتمرد على “آدم” بل تمعن في الإذعان لطلباته مثلما تزداد إستجابة “آدم” لغوايتها.
كانت معظم “مخلوقات” “آدم” من النساء اللواتي غادرن الأربعين، وكان آدم قادراً بمهارته على تفصيل أزياء لهن تتميز بالأناقة فتخفي عيوب أجسادهن وتجعلهن محط الأنظار، وكان ذلك يؤدي إلى الإغواء، فيضعف “آدم”، حتى أصبح الضعف سمة من سمات شخصيته، وتبلغ الأمور ذروتها عندما تمسكه “إيفلين” مع إحدى تلك “المخلوقات” في لحظة ضعف، فتقرر تركه؛ عند هذه اللحظة يبدأ سفر الخروج، تغادر “إيفلين” منزل “آدم” وتذهب إلى زميلتها سيمونة التي كانت، هي الأخرى، تريد الخروج مع ابن عمتها ميخائيل القادم من هامبورغ لتقضي، في الظاهر إجازتها في هنغاريا، وإن كانت تخطط للذهاب في حقيقة الأمر إلى ألمانيا الغربية للزواج من ميخائيل، كما أعلن عن ذلك.
يسافر “آدم” بسيارته القديمة من صناعة ألمانيا الشرقية التي تعود إلى العام 1962 في حين تسافر “إيفلين” بسيارة حديثة، ليذهبوا إلى هنغاريا عن طريق تشيكوسلوفاكيا، تسير الرحلتان إلى هناك مجسدتين لحظات الإنفصال التدريجي بين “آدم” و”إيفلين”، ففي حين كان “آدم” يطارد “إيفلين” بغية إستعادتها، كانت “إيفلين” تحاول أن تهرب من “آدم”.
تقع الرواية في خمسة وخمسين مشهداً، تتفاوت من حيث الطول، مثلما تتعدد فيها الفضآءات، لكن المشاهد الروائية في هذا العمل تتنامى ولا تتجاوز وترسم عبر هذا التنامي جوهر شخصياتها التي تتبلور بعيداً عن الثرثرة والحذلقة، على الرغم من غلبة الحوار الذي يجمع بين اليومي والثقافي على نحو فريد.
وقد أتاحت هذه الحوارية للرواية إمكانية أن تحفل الرواية بالعديد من الشخصيات المختلفة الأعمار والخلفيات والرؤى واللهجات حتى غدت “آدم وإيفلين” بمثابة فسيفساء من النصوص يلتقي فيها النص الديني بحمولته ولغته مع النص الشعري بإيحاءاته وكثافته مع لغة العلم بما تنطوي عليه من تقريرية مع لغة المحقق البوليسي بما تنطوي عليه من صرامة ومباشرة.
ولعله ليس من الخطأ أن يقال إن تسيّد الحوار في هذه الرواية يتماشى مع رؤية باختين التي تكشف لا مركزية العالم الإيديولوجي في الرواية عموماً، ولعل حرص الرواية على الحوار وتعدد مستوياته هو لون من المجابهة لأحادية الصوت والأيديولوجيا الشمولية.تعشق النساء “آدم”، لأنّه يخيط لهن ملابس تجعلهن جميلات ومرغوبات، و”آدم” يحب النساء الجميلات، ويرغب في التواصل معهن، لكنّه، على الرغم من ذلك يُحبّ “إيفلين”، التي أمسكت به مع واحدة من النساء اللاتي أعاد تشكيلهن، في يوم حار من أيام آب/ أغسطس عام 1989.
وبدلاً من أن تسافر “إيفلين” مع “آدم”، سافرت مع صديقتها وابن عمة تلك الصديقة القادم من الغرب، إلى هنغاريا وإلى شاطئ البالاتون، على وجه التحديد، فسافر “آدم” وراءها، كان “أدم” على إستعداد كي يسافر إلى آخر العالم من أجل “إيفلين”- ولعّله كان مضطراً إلى هذا السفر، لأنّ هنغاريا كانت على وشك أن تفتح حدودها مع الغرب، فجأة صارت هذه الفاكهة المحرّمة في متناول اليد، وصار عليهم أن يقرروا ماذا يريدون.
يحاول “إنجو شولتسه”، في ضوء تلك الحالة الإستثنائية التي سادت أواخر صيف عام 1989، أن يعيد إكتشاف قصة بداية الخليقة فيما يتعّلق بالمنع والإغواء، والحب والمعرفة، والتوق إلى الجنّة في نهاية المطاف ولكن أين يمكن العثور عليها؟…

رمز الكتاب: aeb432370-10432884 التصنيفات: , , الوسوم: , ,

Description

بيانات كتاب آدم وإيفلين

العنوان

آدم وإيفلين

المؤلف

إنجو شولتسه

الترجمة , التحقيق

خليل الشيخ

الناشر

دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي, مركز أبوظبي للغة العربية

تاريخ النشر

30/03/2011

اللغة

عربي

ردمك

9789948018124

الحجم

24×17

عدد الصفحات

396

الطبعة

1

المجلدات

1

النوع

ورقي غلاف فني

المراجعات

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يراجع “آدم وإيفلين”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *