100 قائد عسكري، تصنيف لأكثر القادة العسكريين تأثيراً في العالم عبر التاريخ

نبذة عن كتاب 100 قائد عسكري، تصنيف لأكثر القادة العسكريين تأثيراً في العالم عبر التاريخ

لا شك في أن المبعوثين والدبلوماسيين والمفكرين والفلاسفة قد ساهموا في حركة التاريخ وشكلوا منعطفاته، بيد أنهم لم يتصدروا التاريخ إلا تحت حماية القادة العسكريين الذين عملوا على ضمان بقاء أسلوب الحياة الذي اختاره أولئك الرواد. إن أكثر الزعماء نفوذاً في تاريخ العالم لم يأتوا من دور العبادة، ولم تقدمهم ردمات الحكم أو المراكز البحتية، ولكنهم جاؤوا من صفوف العسكريين، جنوداً وبحارة. وعلى امتداد الزمن، تمكنت الشعوب، التي حظيت بعظماء القادة العسكريين والمبدعين في المجال الحربي، من تحقيق الازدهار والسيطرة على أراضيها والهيمنة على جيرانها.
وقد وجدت الحضارات التي افتقدت القادة العسكريين الأقوياء نفسها مقهورة وخاضعة لغيرها أو معرضة للإعادة التامة. وفي حالات أخرى، لم يكن القادة العسكريون سوى طغاة استبدوا بشعوبهم وروعوا أعداءهم. يقدم هذا الكتاب بعض أولئك القادة العسكريين الذين سادوا أزمانهم وفرضوا قدراً هائلاً من النفوذ والتأثير في المستقبل. ويرتب الكتاب هؤلاء القادة بالتسلسل من واحد إلى مئة، ويحكم على كل واحد منهم بمقدار الأثر المباشر والمستمر الذي تركه، سواء من النواحى الإيجابية أو السلبية، على تاريخ العالم، وعلى حياة الشعوب التي وقع عليها ذلك الأثر، ثم اتجاه التطور العسكري والمدني الذي تبع ذلك التأثير.
وقد عمل الكتاب على استبعاد القادة الذين حققوا مجرد الشهرة البسيطة أو حتى الكفاءة المثبتة في المعركة وعوضاً عن ذلك، حدد تركيب كل قائد في هذه القائمة وفقاً للأثر الدائم الذي تركه. وتتضمن القائمة التي تشمل المئة قائد عسكري الأثر ونفوذاً، والتي تمتد من القرن الخامس قبل الميلاد إلى فترة عاصفة الصحراء في التسعينيات من القرن العشرين عدد من العظماء من قادة المعارك الذين يتقاسمون هذا الشرف مع المبدعين العسكريين، والكتاب الذين أسهموا بمؤلفاتهم عن فن الحرب، والقادة المحررين أو الفاتحين على امتداد التاريخ. كما تشمل القائمة بعض الهمجيين من القادة الذين لم يعرفوا معنى الرأفة، فقتلوا خصومهم وأرهبوا شعوبهم. أما الزعماء السياسيون، أيا كانت شهرتهم التاريخية، فلم يدرجوا ضمن هذه القائمة إلا إذا كانوا قد تولوا قيادة القوات المسلحة في بلدانهم بصفة مباشرة. ولا تتضمن القائمة أي شخصيات أسطورية أو خرافية تفتقر أفعالها أو إنجازاتها إلى الأدلة والوقائع التي تثبت صحتها. لقد عاش بعض الذين تضمنتهم القائمة قبل قرون خلت، وأثبت الزمن امتداد أثر نفوذهم عبر العصور المتتالية. أما الشخصيات العسكرية التي برزت مؤخراً، واحتلت موقعها في هذه القائمة، فبقي وضعها مرهوناً بعامل الزمن، وبالأحداث العالمية، ثم ما يفرضه بروز قادة جدد من تغيير على تلك الوضعية والمكانة. وبالطبع، فإن من الصعب حقاً، أن نقارن بين قادة عسكريين تفصل بينهم حقب تتجاوز خمسة عشر قرناً. ورغم ذلك، فإن السير الذاتية التي يقدمها الكتاب في هذه التراجم تلخص المنجزات التي حققها كل قائد وتضع كلا منهم في موضعه وفقاً لأهميته. وفي بعض الحالات، تعامل المنجزات باعتبارها المعيار الوحيد للترتيب، وفي حالات أخرى، توضح مقارنة القادة بمعاصريهم مكانتهم ضمن الترتيب الذي حددته القائمة.يقدم هذا الكتاب تراجم موجزة لعدد من قادة المعارك والمبدعين العسكريين والكتَّاب الذين أسهموا بمؤلفاتهم عن فن الحرب، والقادة المحررين أو الفاتحين على امتداد التاريخ، الذين سادوا أزمانهم وفرضوا قدراً كبيراً من النفوذ والتأثير في المستقبل. ويرتب مؤلف الكتاب هؤلاء القادة بالتسلسل من واحد إلى مئة، ويحكم على كل منهم بمقدار الأثر المباشر والمستمر الذي تركه على تاريخ العالم، وعلى حياة الشعوب التي وقع عليها ذلك الأثر، سواء من النواحي الإيجابية أو السلبية، كما يبحث في طبيعة التطور العسكري والمدني الذي تبع ذلك التأثير، ويتضمن هذا الطرح مقارنات فيما بين القادة لتقريب الصورة للقارئ.
جدير بالذكر أننا قد نختلف ومؤلف الكتاب حول مدى تأثير وأهمية بعض القادة الذين أدرجهم بقائمته في تاريخ العالم، كما قد نختلف معه في عدم تضمينه القائمة بعض القادة العسكريين البارزين الذين يشهد التاريخ لهم بأهميتهم وتأثيرهم في تغيير مجرى التاريخ وتبدل مراكز الحضارات نتيجة حنكتهم وانتصاراتهم العسكرية المشهود لها بالعظمة والتأثير البالغ في تاريخ الإنسانية. هذا وقد آثرنا عدم التدخل في هذا التصنيف، كما في المتن، من منطلق الحرص على مصداقية الترجمة ونقل النص للقارئ العربي، للتعرف على تجارب عدد من القادة التاريخيين والمعاصرين بإيجابياتها وسلبياتها.