نبذة عن كتاب وجاء أبو بكر
هذا هو الموكب الجليل الذي وكلت إليه مهمة تغيير البشرية، وتجديد ضميرها، محمد، والوحي، والقرآن، ولكن.. بدا لي كأنما الموكب واقف يترقب، إنه ينتظر رجلاً له في الموكب مكان شاغر، لن يتحرك الموكب حتى يجئ، وهذا الرجل ليس نبياً، ومع هذا فهو الذي سيتم دور النبي، وفجأة.. غردت العصافير.. وأهلت البشرى.. وأقبل الرجل.. وجاء أبو بكر.. جاء الإنسان الذي سيقول للنبي دائماً، وفي غير تلعثم أو تردد.. صدقت .. صدقت، جاء الرجل الذي سيزامل النبي في هجرته، وهو يعلم علم اليقين أن قريشاً ستجند لمطاردة النبي المهاجر كل بأسها، وحقدها، وكيدها، جاء الرجل الذي سيرد المسلمين – جميع المسلمين – إلى صوابهم يوم ينعي الناعي إليهم رسولهم، جاء الرجل الذي سيشكل موقفه (يوم السقيفة) عمراً جديداً يكتب للإسلام، ولوحدة المسلمين، جاء الرجل الذي لولاه أيام الردة لواجه الإسلام محنة فنائه واختفائه، وبعبارة واحدة:
جاء الرجل الذي كان لابد أن يجئ ليكون مع الرسول (صلى الله عليه وسلم) الأداة التي اصطفاها الله ليغير بها العالم، ويطهر الدنيا، ويقوم الحياة، هذا هو الدور الحقيقي لأبي بكر كما تراءى لي، وهذه الصفحات، محاولة متواضعة، لتصوير هذا الدور الفريد، والمجيد، إن (أستاذ) البشرية في (فن) الإيمان سيرينا من خلال حياته وثباته كل عجيب وعظيم في فن الإيمان.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.