هل يكرر سيناريو مفاعل تموز؟ تقويم القدرات الإسرائيلية على تدمير المنشآت النووية الإيرانية


نبذة عن كتاب هل يكرر سيناريو مفاعل تموز؟ تقويم القدرات الإسرائيلية على تدمير المنشآت النووية الإيرانية

أعلنت إسرائيل مرة بعد أخرى، معارضتها الصريحة إزاء امتلاك إيران أسلحة نووية، وهناك الكثير من التكهنات في شأن العمل الذي يمكن أن تقدم عليه إسرائيل، لمنع إيران من تطوير أسلحة كهذه. وقد أفادة تقارير عدة -في واقع الحال- أن القادة الإسرائيليين يفكرون في تو توجيه ضربة عسكرية وقائية، للقضاء على التهديد الناجم عن وجود قدرة نووية إيرانية، وخطوة كهذه ليست من غير سابقة لها: ففي السابع من حزيران/يونيو عام 1981 شنت إسرائيل إحدى أكثر الهجمات الوقائية طموحاً في التاريخ الحديث، فقد استطاعت مقاتلات إف -16 وإف-15، النفاثة الإسرائيلية تدمير المفاعل العراقي “تموز” (أو “أوزيراك” وفق التسمية الفرنسية السائدة)، في أحد الاستعراضات الأولى لما أصبح يعرف بـ”الضربة الدقيقة”، ولم يخسر سلاح الجو الإسرائيلي أي طائرة من طائراته، وعدت الغارة نجاحاً باهراً، برغم تداعياتها السياسية.
وبما أن إيران ماضية قدماً في تنفيذ برنامجها النووي، فإن الحجج التي تساق لتسويغ الضربة الوقائية قد تفرض ضغوطاً متزايدة على الحكومة الإسرائيلية. وعلى أي حال، فليس هناك حتى الآن أي تقويم نهائي معلن لقدرات إسرائيل الحالية على تدمير المنشآت النووية الإيرانية، فعلى الرغم من التطور الكبير الذي طرأ على قدرات سلاح الجو الإسرائيلي خلال العقدين الأخيرين، فإن المنشآت الإيرانية تعد هدفاً أصعب كثيراً من المفاعل العراقي.
وبما أن هذا البحث التحليلي لا يدخل في عداد التقويمات السرية للخيارات العسكرية، فإنه يحمل معه عدداً من الفرضيات، وقد يغفل وقائع أخرى، فهو -أولاً: يعتمد على التقارير العامة المتعلقة ببرنامج إيران النووي، ولا سيما التقارير المتصلة بالمضانات (أو الإجراءات الوقائية)، التي تعدها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتصف فيها نشاطات إيران النووية الموثقة، غير أن بعض المراقبين يرجح أن إيران ربما كان لديها برنامج نووي سري مواز ومتطور، بقدر تطور البرنامج المعلن الخاضع لرقابة الوكالة الدولية، بل لعله أكثر تطوراً منه. وإذا ما صح هذا، فإن توجيه ضربة لمنشآت إيران المعروفة ربما لا يعرقل كثيراً جهودها الرامية إلى تطوير أسلحة نووية.
غير أن احتمال أن تمتلك إيران برنامجاً نووياً “سرياً” يعد -في رأينا- ضئيلاً إلى حد بعيد، فبالنظر إلى أن البرنامج المعلن نفسه لم يكشف النقاب عنه حتى عام 2002، فإن وجود برنامج مواز سيعني أن إيران كانت تعمل أساساً على بناء برنامجين سريين، مع كل ما يتطلبه ذلك من نفقات، وسرية، وقوى بشرية. ومن المحتمل أن تكون إيران قد تكتمت على برنامجها “العلني” على أمل ألا يتم اكتشافه، ومن ثم فإن من المرجح كثيراً أن منشآتها الصناعية الكبرى، ولا سيما تلك التي أعدت لتحويل اليورانيوم وتخصيبه، هي مواقعها النووية الأساسية والأكثر تقدماً، ولا شك في أن أي تعثر يصيب هذه النشاطات سيعني توجيه ضربة كبيرة لطموحات إيران النووية.
وهذه الدراسى لا تسعى للبحث في كل السيناريوهات العسكرية المحتملة، وعلى وجه العموم، فإن هناك ثلاثة أشكال رئيسية يمكن أن يتخذها الفعل العسكري: فإما ضربة مباشرة موجهة لمنشآت إيران النووية، وإما ضربة أوسع نطاقاً تشمل أهدافاً عسكرية عامة، وإما غزو شامل بقصد إطاحة النظام الإيراني، ولأن السيناريوهين الأخيرين ربما لا يبدوان خيارين واقعيين بالنسبة إلى إسرائيل، فإن بحثنا هذا سيركز على الضربة العسكرية الموجهة لمواقع إيران النووية فقط، وسيتحرى فيه بشكل خاص عن إمكانات سلاح الجو الإسرائيلي، بما أن الإسرائيليين قاموا باقتناء أجزاء عدة من بنية قوتهم الجوية، وفي بالهم الضربات الجوية البعيدة المدى.
وهذه الدراسة أخيراً لا تتبنى موقفاً باتجاه ضرورة قيام إسرائيل بتدمير منشآت إيران النووية، إذ إن هجوماً كهذا سيفرز تداعيات مهمة جداً، من حيث الإدانة الدمبلوماسية، وتنوع الردود العسكرية الإيرانية المتوقعة، فالنتيجة النهائية للمفاوضات الدبلوماسية المتعلقة ببرنامج إيران النووي لما تحسم بعد، ولن يؤدي شن مثل هذا الهجوم إلا إلى تقوية إصرار إيران على مواصلة العمل في برنامجها النووي. ويهدف هذا البحث إلى تناول المسألة ذات الأهمية الحيوية -وإن كان طابعها محدوداً- وهي تقرير احتمال كون مثل هذا الهجوم ممكناً أصلاً أو لا، من دون النظر إلى كونه فكرة جيدة أو لا.

Description

بيانات كتاب هل يكرر سيناريو مفاعل تموز؟ تقويم القدرات الإسرائيلية على تدمير المنشآت النووية الإيرانية

العنوان

هل يكرر سيناريو مفاعل تموز؟ تقويم القدرات الإسرائيلية على تدمير المنشآت النووية الإيرانية

المؤلف

ويتني راس, أوستن لونج

الترجمة , التحقيق

الطاهر بوساحية

الناشر

مركز الإمارات للدراسات والبحوث

تاريخ النشر

11/08/2008

اللغة

عربي

ردمك

9789948009504

الحجم

240

عدد الصفحات

56

الطبعة

1

المجلدات

1

النوع

ورقي غلاف عادي

السلسلة

دراسات عالمية

المراجعات

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يراجع “هل يكرر سيناريو مفاعل تموز؟ تقويم القدرات الإسرائيلية على تدمير المنشآت النووية الإيرانية”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *