نبذة عن كتاب نوادر ماركو فالدو
عند السادسة مساء, كانت المدينة تسقط في أيدي المستهلكين.
كان شغل الجموع الشاغل طوال النهار هو الإنتاج: كانوا ينتجون مواداً للأستهلاك.
ثم عند الساعة المحددة, كما لو كان بسبب قطع مفاجئ للتيار الكهربي, يكفون عن الإنتاج ثم.. هوب! يلقون بأنفسهم جميعاً للأستهلاك.
ويومياً, كانت البراعم المتعجلة تكاد تجد الوقت كي تتفتح خلف الفاترينات المضيئة: البسطرمة الحمراء كي تتدلي, وأبراج الأطباق الصينية كي ترتفع حتي السقف, وملفات القماش كي تفرد أثواب نسيجها كذيل الطاووس, وها هي ذي الجموع المستهلكة قد قامت بالغزو كي تقوض وتعضعض وتتحسس وتطهر الميدان.
طابور لا ينقطع كان يتلوي زاحفاً علي جميع الأرصفة وتحت البواكي, ويتقدم عبر الأبواب الزجاجية بالمحلات, ويحاصر كافة بنوك البيع, مدفوعاً بزغدات أكواع الكل في ضلوع الكل كضربات كباس متواصلة. أستهلكوا!.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.