نبذة عن كتاب نقد خطاب الحداثة في مرجعيات التنظير العربي للنقد الحديث
جاءت “الحداثة” بخطاباتها الطنانة المغرية، لتفرض نفسها كاتجاه فكري أثار العديد- ولازال يثير- المواقف المتباينة، والآراء المختلفة، والرؤى المتضاربة علي الساحة الادبية العربية- نقداً وإبداعاً- بعد ان نقلها مروجوها ودعاتها العرب من الغرب- موطنها الاصلي، فكانت- ولازالت- الكلمة الاداة الاكثر تعبيراً عن رغبة الذات العربية في التغيير والتطور.
وحتما، وفي سياق هذه الوضعية التي ارتضاها الحداثيون العرب، ان تعيش مجتمعاتنا العربية وهم هذه الحداثة الفكرية، فالنظر للصورة التي آل إليها واقع الحداثة في الادب العربي- نقداً وابداعاً- يجد ان طوراً انتقاليا لاحقت بوادره- منذ عصر النهضة- مسيرة الادب العربي، ودعت الي تخليصه من الاطر الثقافية التراثية السائدة التي حكمت مسيرته طيلة القرون الماضية.
وفي ظل اشتراطات هذه الرؤية كان الدافع الاساس الذي انطلقت منه هذه الدراسة- “نقد خطاب الحداثة في مرجعيات التنظير العربي للنقد الحديث”- لتكون اداة مجابهة للتصدي لهذه الاقوال المغرضة، التي جانب كثير من فرضياتها الصواب.
طرحت الدراسة رؤيتها من خلال مشروع نقدي يجسد احد اهم المرجعيات التنظرية العربية للنقد الحديث، التي عكست فرادة صاحبها ومشروعيته العلمية التي تصدت بكل منهجية لنقد خطاب الحداثة الذي علا صوته في النقد العربي الحديث عن الحداثيين العرب، ووعدت بمنهج نقدي عربي بديل استطاعت ان توفي- بقدرما- مهما كان هذا القدر، ببعض ملامحه التي اقنعت كثيراً من الباحثين المعاصرين.
انه مشروع (الدتور عبد العزيز حمودة) الذي اغترف من معين الثقافية العربية والغربية الواسعة مامكنه من وضع تناول نقدي تميز بالغني والسعة والثراء، والامتداد الزمني، والعمق المعرفي الثري، والطرح العربي الذي جمع بين اصالة التراث وعمقه، وحداثة المعرفة الوافده والمتطورة.
اعتمدت الدراسة في تقديم رؤيتها علي منهج فني تحليلي نقدي، يحاول الابتعاد عن الوهم والظن، ويعتمد النص الثابت، ويستقريء الرؤية الواضحة، ويستنطق المادة المدروسة بكل موضوعية، ويجهها توجيهاً علمياً سليماًن بعيداً عن التحيز ما امكن لذلك سبيلاً، وقد جاء كل ذلك في رؤية تشخيصية تعتمد قراءة النص الناقد لخطاب الحداثة في مرجعيات التنظير النقدي العربي وبيان مفهومه والمعايير الذاتية والموضوعية التي يتصف بها، اطلعت الدراسة لإنجاز مهمتها بعد تصور ابعاد موضوعها في مقدمة وسته فصول وخاتمة وثبت بالمصادر والمراجع ومحتوي عام بمكونات البحث.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.