نبذة عن كتاب نظرية العلم عند ابى نصر الفرابى
إن نظرية العلم عند الفارابي، وإن استمدت بعضا من عناصرها من نظرية أرسطو في العلم، اختصت بمواقف وأراء حول “المعرفة العلمية” تفرد بها “المعلم الثاني” بالقياس إلى “المعلم الأول” فشهدت بذلك الحضور معالم تجديدية في البحث المنطقي عند فلاسفة الإسلام الذين اقتدوا بمنطق أرسطو، وهي معالم تجديدية ينبغي أن تراعي اليوم في تاريخ المنطق وتطوره.
إن نظرية العلم الفلسفية الرائجة في وسط الفلاسفة المسلمين القدامى كانت، باعتدادها بالعلم اليقيني وحده وبالآلية التدليلية القياسية دون غيرها، عائقا إبستمولوجيا منع من تثمين التوجه إلى وقائع العالم وظواهره للتعرف على قوانينها وضوابطها، إن في الإعلاء من شأن “الفلسفة” في التراث الإسلامي العربي القديم تداهلاً لنصيب هذه “الفلسفة” من المسئولية في الحيلولة دون تبلور توجهات فلسفية “أسمية” و “تجريبية” في الحقل الفلسفي الإسلامي – العربي القديم، ومن ثمة في الحيلولة دون استشراف مبادئ العلم الحديث وأصوله الفلسفية.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.