نظرة الغرب إلى الإسلام ومستقبل الإسلام السلفي

نبذة عن كتاب نظرة الغرب إلى الإسلام ومستقبل الإسلام السلفي

يهدف الدكتور شارل سان برو في هذا الكتاب الذي جاء تحت عنوان “نظرة الغرب إلى الإسلام ومستقبل الإسلام السلفي” إلى الرد على الإفتراءات الموجهة ضد الإسلام ومحاولة تقويم الإعوجاج في الأفكار في محاولة للرد على بعض الأوساط الغربية التي اعتبرت أن الإرهاب مستوحى من الفكر الإسلامي، أو على الأقل من مؤلفات بعض المفكرين السلفيين.
ويشدد في هذه الدراسة على أنه من الضروري عدم الخلط بين العبارات وقعناها الحقيقي كـ”الإسلامية” و”السلفية” و”الوهابية” و”المجاهدون” وغيرها؛ وأن إختيار العبارات ووضوحها أمر في غاية الأهمية حتى لا تنحرف المعاني عن أهدافها.
ويناقش في هذا الكتاب نظرية سيد قطب والكتابات التي غالباً ما أسيء تفسيرها والنظريات التي اتخذت سياقاً سياسياً محدداً وهو إحتلال فلسطين والتحالف بين الصهيونية وإمبريالية الولايات المتحدة وحرب أفغاستان.
ويعتبر أن الإسلام ليس هو من يقود الإرهاب بل أنها المظالم والمساوئ التي وقعت الشعوب العربية والإسلامية ضحية لها، وأنه ينبغي أن ترتكز الحاجة الملحة الأولى على تسوية أزمات الشرق الأوسط، وبخاصة إحتلال العراق، ومأساة فلسطين، والعذاب المتواصل في أفغاستان.
وينتقد الكاتب أولئك الذين يربطون الإسلام بالإرهاب ولم يقدموا أي مقترحات كل هذه الأزمات وأنهم فضلوا إبتداع إرتباطات مختلفة لخلق إسلام وهمي كي يحسنوا تغذية صدام الحضارات الذي تغذيه الإمبريالية الأمريكية.
-أما في القسم الثاني من هذه الدراسة والتي جاءت بعنوان مستقبل الإسلام يعتبر الكاتب أن النظرة الغربية للإسلام تتسم بعجز فاضح في بعض الأوساط الأمريكية والأوروبية ناجم عن عدم تقبل التعددية الثقافية، ويعود السبب في ذلك أن الغطرسة العرقية التي تشجع صدام الحضارات عرابها صموئيل هنغتنتون، والإدعاء التسلطي للقوة العظمى الإمبريالية وأنصارها المتعصبين الأوروبين في فرض قيمهم ومعاييرهم على العالم بأسره؛ فالإشكالية هنا تتعلق بإحترام التنوع في عالم ينحو بإتجاه النمطية والعولمة.
-ويرى الكاتب أن هناك ضرورة لوجود بعض النسبية الثقافية إذا أردنا أن ندرس الحضارة الإسلامية بشكل عقلاني، أي يجب دراسة الإسلام وفهمه في عمقه، وليس وفق رؤى أفق الغرب المختزلة، وأنه يجب إيجاد حلول منسجمة مع الإسلام للمشكلات المستجدة وكل ذلك ضمن إطار إحترام قيم الإسلام وعقيدته.