نحو صناعة معجمية عبرية عربية لسانية حديثة

نبذة عن كتاب نحو صناعة معجمية عبرية عربية لسانية حديثة

بحث يجسد محاولة البحث عن أنماط مشتركة في المعاجم اللغوبة بين معاجم اللغة العربية ومعاجم اللغة العبريةيعد العمل المعجمي من أهم الإختصاصات التي تندرج ضمن المجال اللغوي وأدقها على الإطلاق، شغل ولا يزال يشغله على مر العصور – حتى في عصرنا الحالي – نظراً لقيمته المزدوجة العلمية والتعليمية، التي تجعله ضروريّ الوجود في الحياة الإنسانية.
لذا، أُولِيَ من العناية والرعاية الشيء الكثير، ما جعله في تطور مستمر خاصة مع نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.
شهدت هذه الفترة ثورة علمية في مختلف المجالات والعلوم برزت خلالها العديد من النظريات العلمية والآراء المتعلقة باللغة، إلى جانب ما ظهر في مختلف العلوم الأخرى، التي عرفت تطوراً كبيراً بعد أن كانت في أصلها منطوقة لا مكتوبة تُدار على الألسنة ولا تسجل في الكتب والمدونات.
ونظراً لكونها لا تَعرِفُ ثباتاً وجُموداً ولا تَأْنسُ إلا للتحول والتغيّر مسايرة لتطور الفكر الإنسانيّ، كان من الضروريّ إيجاد وسيلة تُسجلها وتُحافظ عليها تمثلت في الكتابة والتدوين حتى تضمن التواصل بين الأجيال والأقوام.
واستفاد اليهود من هذا الإرث اللغوي الذي خلفه العرب، إذ لم تتبلور لديهم الدراسة المعجمية إلا بعد احتكاكهم بالثقافة العربية الإسلامية، فكان للعرب الفضل الكبير في ميلاد الحركة المعجمية العبرية.
وحتى بداية ستينيات القرن الماضي، بقيت صناعة المعاجم تتصف بالطابع التجريبي الذي لا يعتمد على منهجية علمية حقيقية، وإنما على الخبرة العلمية التي اكتسبها واضعو المعاجم في القرون الماضية.
ومع تطور اللسانيات الحديثة عموماً وعلم المفردات (lexicologie) خصوصاً، بدأت تظهر في المعاجم اللغوية سواء الأحادية اللغة أم ثنائيتها، آثار هذا التطور في اتجاه إرساء أسس علمية موضوعية تستند إلى نتائج البحوث، التي أُنجزت في مختلف ميادين الدرس اللساني الحديث.