ميراث النكسة

نبذة عن كتاب ميراث النكسة

صدر كتاب “ميراث النكسة” تزامنا مع الذكرى الخمسين لهزيمة يونيو 1967. وفي مقدمته ينفي المؤلف الاكتفاء بتقديم سردتاريخي للأحداث ينفصل عن الواقع المصري والعربي بعد نصف قرن على الزلزال الجيوسياسي الذي أحدثته الهزيمة، محولا رؤية التاريخ بعيون الحاضر، والعكس أحيانا، وذلك في تناوله لثلاثين محورا شملت “لعنة الإعلام الموجّه” ونكسات الاقتصاد وموروث المزايدات الدينية واعترافات عبد الناصر –من واقع خطاباته – بخصوص عدة قضايا منها: مجانية التعليم وآلية صناعة القرار وحق التظاهر و”تسييس” القضاء وتطويع منظمات الشباب وجدوى الأحزاب والبرلمان وعشوائية العلاقات العربية والدولية ورؤيته لمصير قضية السلام وإهمال الأوضاع في سيناء، وغيرها من المحاور في نحو.
وقد أهدى المؤلف كتابه إلى الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم “وقدرته على تلخيص تجربة عبد الناصر: عمل حاجات معجزة؛ وحاجات كتير خابت”، وكأنه يعقد اتفاقاً مع القارئ بداية من الصفحات الأولى أن الكتاب – رغم موضوعه – لا ينطلق من أرضية خصومة مطلقة ضد الرئيس الراحل وتجربته، وإن لم ينكر تقديم نقد موضوعي للمرحلة برمتها، وتحديداً الظروف والمحاور التي أدت في النهاية إلى زلزال النكسة، ليس على الجبهة العسكرية فحسب، وإنما في مختلف شؤون ومؤسسات الدولة، بحسب اعتراف عبد الناصر نفسه.
وصدَّر المؤلف كتابه بعنوان فرعي: “كتالوج دماغ مصر في 50 سنة”، تلميحاً لمحاولته تحليل مقدمات ونتائج “صدمة يونيو” برؤية معاصرة تستخلص أسلوب إدارة النظام السياسي الحاكم ومؤسسات الدولة للأزمة قبل نصف قرن، ورصد نقاط التشابه والاختلاف – إن وجدت- بين أساليب الأنظمة الحاكمة في إدارة شؤون البلاد والعباد على مدار السنوات الخمسين التالية. ولأن فصول الكتاب لم تتوقف عند “النكسة” بزمنها وشخوصها، وإنما تناولت أثرها وميراثها في العقود التالية، فقد أهدى الغيتاوي كتابه إلى ضحايا معركة يونيو وكذلك الأبطال الذين صحّحوا المسار في معارك حرب الاستنزاف وصولاً إلى نصر أكتوبر.
ومن بين كل الشهادات والمذكرات الصادرة في هذا الشأن، يرى المؤلف أن “لسان عبد الناصر” نفسه أهم الوثائق التي اعتمد عليها الكتاب؛ باعتبار أن تصريحات “رأس الدولة” وخطاباته العلنية وكلماته في اجتماعات مجلس الوزراء أضمن الوثائق المتاحة حتى الآن، على محدوديتها.