من روائع الأدب القضائي

نبذة عن كتاب من روائع الأدب القضائي

استيقظت ذات يوم على صوت أمير المؤمنين عمر بن الخطاب “رضي الله عنه” بأن القضاء فريضة محكمة وسنة متبعة “إيذانا ببداية رسالته الخالدة إلى أبي موسى الأشعري عندما ولاه قضاء الكوفة، وما إن هممت من فراشي حتى قرعت أذني كلمات أجيال متعاقبة من القضاة، دونوا بأقلامهم أعمالًا قضائية سامقة، ثم وجدتني استعدل قامتي وأتهيأ لاستقبال يوم جديد، فهرعت إلى مكتبي – بعد أن أديت صلاة الفجر – وأوقدت المصباح ممعنًا فكري وذهني فيما أيقظني وقرع أذني هذا الصباح، فتبينت أنني بحاجة ملحة – لكوني أحد رجال القضاء – أن أعيد قراءة التراث القضائي الزاخر، لا لكي أستقي منه القواعد القانونية التي ضمتها جنباته فحسب، بل أيضًا من أجل أن أتذوق ما بها من متعة أدبية كبيرة، إنها نماذج أدبية رفيعة، لغة ثرية، أسلوب رشيق، عبارات جزلة، صياغات محكمة، محسنات بديعية وافرة، صور بلاغية متنوعة، ممزوجة بمشاعر صادقة، وأحاسيس فياضة، فقفزت إلى خاطري فكرة أن تلك الروائع جديرة بتقديمها إلى جمهور القراء، كي يشاركونني ما أنا فيه من تيه وفخر واعتزاز بروائعنا الأدبية القضائية.
سوف أعرض للكتاب في عشرة فصول مرتبة زمنيًا من الحديث إلى القديم: الفصل الأول: كلمات مضيئة من وزير العدل في قيم القضاء وتقاليده، الفصل الثاني: قاضي دولي في ساحة جرائم الحرب، الفصل الثالث: المستشار سمير ناجي يحاضر في آداب مرافعة الاتهام، الفصل الرابع: وكيل نيابة يكتب مذكراته من منصة الاتهام، الفصل الخامس: قاضي القضاة عبد العزيز فهمي يحكم في قضية البداري، الفصل السادس: النائب العمومي محمد لبيب عطية، قاض أديب، الفصل السابع: رية وسكينة اعدام إلى الأبد، الفصل الثامن: قضية مقتل بطرس غالي بين مرافعات الإدعاء والدفاع، الفصل التاسع: محاكمات سقراط وفوكيه وآدامس والسيدة كايو، الفصل العاشر: الخليفة عمر بن الخطاب يضع دستور القضاء.