نبذة عن كتاب منهج تعليم ديني لغرس فكر معتدل
لم يعُد علاج التطرف الديني، المفضي إلى العنف والإرهاب، بزيادة “الجرعة الدينية” الوسطية أو المعتدلة في مضمون تعليمنا ومناهجه هو الحل السحري، كما يطرحه بعض وعاظ الدين ودعاته وخطبائه، إنما ما نحتاج إليه بالدرجة الأساسية هو “زيادة الجرعة العلمية” التي تعني في جوهرها نشر التفكير العلمي وترسيخه على نطاق واسع، ولاسيما بين الشباب؛ بما يمكِّنهم من حيازة القدرة على النظر بعمق، ومساءلة كل ما يسمعونه أو يقرؤونه في الدين وحوله؛ أياً كان مَن ينطق به أو يكتبه.
ومن هنا يكون من الضروري الاستناد إلى التصور الإسلامي ومنهجه في أثناء عملية وضع مساق تعليمي ديني وتأليفه وتدبيره؛ إذ ينعكس هذا التصور على القضايا والمشكلات كافة، التي يعالجها الإسلام، ومنها بالقطع عملية بناء عقلية ونفسية وذائقة دينية معتدلة، سواء لدى الذين يتلقون تعليماً دينياً رسمياً، أو عند أولئك الذين يبحثون عن تحصيل المعارف الدينية بوصفها “فرض عَين” على كل مسلم.
لكن لا بد من التأكيد، في المقابل، أنه لا يمكن لمَن يفكر في وضع منهج تعليمي، حتى لو كان دينياً بحتاً، أن يهمل العقل؛ فالقرآن الكريم لم يأتِ بذكر للعقل إلا في مقام التعظيم والتنبيه إلى وجوب العمل به والرجوع إليه. وفي السياق نفسه نظر القرآن الكريم إلى المعرفة على أنها رغبة فطرية أودعها الله في الإنسان لتكون إحدى أدواته للقيام بعمارة الأرض، وجعل لأهل العلم مكانة بين الناس وفضلاً عليهم.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.